التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5 يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7 قلوب يومئذ واجفة 8 أبصارها خاشعة 9 يقولون أإنا لمردودون في الحافرة 10 أإذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12 فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14}

صفحة 7260 - الجزء 10

  رؤوس الآي، وعن الكسائي ويعقوب القراءتين، وقرأ الباقون: «نَخِرَةً» بغير ألف، واختاره أبو حاتم وأبو عبيد، وهما لغتان إلا أن النخرة أشهر وأفصح، وعليه أكثر القراء، وهي قراءة أهل الحرمين، ونظير ذلك: الطَّمِعُ والطامع، والحَذِرُ والحاذر، والبَخِلُ والباخل، ومنهم من فَرَّقَ بينهما، وقال: النخرة: البالية، والناخرة: المجوفة التي تمر فيها الريح تنخر، أي تُصَوِّت.

  فأما قوله: «أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ»، «أَإِذَا كُنَّا» فقرأ أبو جعفر الأول بكسر الألف من غير استفهام، والثاني على الاستفهام بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ نافع ويعقوب الأول على الاستفهام بهمزة واحدة غير ممدودة، والثاني بكسر الألف غير مستفهم، وقرأ ابن كثير بالاستفهام فيهما بهمزة واحدة غير ممدودة، وقرأ ابن عامر والكسائي الأول على الاستفهام بهمزتين، والثاني بكسر الألف غير مستفهم، مثل نافع، وقرأ أبو عمرو بالاستفهام فيهما بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ عاصم وحمزة بالاستفهام فيهما بهمزتين، وقد مضى بيان ذلك.

  · اللغة: النزع: مصدر نزعت الشيء من مكانه: جذبته أنْزِعُهُ نزعًا، فهو نازع، والأنثى نازعة، والجمع: نازعات، والمِنْزَعُ: الشديدة النزع، ونازعت النفس إلى الأمر نزاعًا، كأنه يجره إليه، وبعير نازع: إذا حَنَّ إلى مرعاه، ونازعت فلانًا: جاريته في الخصومة، ومنه المنازعة، ومنه الحديث: «ما لي أنازع القرآن»، وبئر نَزُوعٌ: قريبة القعر، ينزع منها باليد، ويُقال: نزع الرامي قوسه وأنزع: إذا مد الوتر للرمي، ويقال: أغرق في النزع: إذا استوفى في مد القوس.

  والغرق: اسم أقيم مقام المصدر، وهو الإغراق، وأغرقت النَّبْلَ: مددته غاية المد، فالإغراق الإبعاد في النزع، والمبالغة فيها.