التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5 يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7 قلوب يومئذ واجفة 8 أبصارها خاشعة 9 يقولون أإنا لمردودون في الحافرة 10 أإذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12 فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14}

صفحة 7261 - الجزء 10

  والإنشاط: حل العقدة، أَنْشَطْتُ العقدة إِنْشَاطًا: إذا حللتها، فهو ناشط، وناشطة، ونشطتها: عقدتها بِأُنْشُوطَة، ونشط هو، ومنه: كأنما أنشط من عقال، ونشاط الرجل من ذلك، وهو ضد الكسل الذي هو الإبطاء، والناشط: الخارج من بلد إلى بلد بالنشاط، والنشط: النزع أيضا، ومنه حديث أم سلمة: «فجاء عمار وكان أخاها من الرضاعة فنشط زينب من حجرها» أي نزعها، نشط ينشط نشطًا، فهو ناشط، أي نازع، والأنشوطة: العقدة تنحل: إذا مد طرفها، وقال بعضهم: الإنشاط:

  الحل، والتنشيط: العقد.

  والسبح: الجري والعدْو، وأصله السبح في الماء، سَبَحَ يَسْبَحُ، فهو سابح، والاسم: سِبَاحَة، والجميع سابحات، ويكون في الهواء، وقد يكون في الماء، قال الله: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}⁣[يس: ٤٠].

  والسابق: الكائن قبل غيره، بأن يتقدمه ويسبقه، سبق يسبق، ومنه السباقَ السباقَ؛ يعني: المسابقة في الطاعات، ومنه: {سَابِقُوا}⁣[الحديد: ٢١].

  والرجف: الاضطراب، والحركة بشدة، ومثله الزلزلة، يقال: رَجَفَ يَرْجُفُ رَجْفًا ورجوفًا فهو راجف، وأرجفوا: إذا أزعجوا الناس باضطراب الأمور.

  والرادفة: الكائنة بعد الأولى كالردف من الكواكب، وردفهم الأمر ردوفًا، وهو رادف، والترادف: التتابع، وأردف الراكب: إذا اتخذ رديفا، والرديف: الذي يرتدفه، وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه، ومنه قال: كان نزل بهم أمر، فردف لهم آخر أعظم منه، وإرداف النجوم: تواليها يتبع بعضها بعضا، وأرداف الملوك في الجاهلية: الَّذِينَ يخلفون الملوك، والرِّدْفانِ: الليل والنهار؛ لأن أحدهما يتبع الآخر.

  والرجف والرجيف: شدة الاضطراب، يقال: رجف الشيء: اضطرب، ويرجف رجفًا ورجيفًا فهو راجف، والأنثى راجفة، وقلب راجف: مضطرب، وأرجف في السير: أسرع، والرجيف: سرعة السير، وأرجفها راكبها إرجافًا.

  والخاشعة: الكائنة على الذل والخضوع.