«أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ» أي: ذليلة خاضعة، ظهر عليها آثار الذل {يَقُولوُنَ} يعني هَؤُلَاءِ منكرين البعث من مشركي قريش وغيرهم في الدنيا إذا قيل لهم: إنكم [مبعوثون] من بعد الموت {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} قيل: الحياة الثانية، عن ابن عباس والسدي، وقيل: الحافرة: الأرض المحفورة، أي من قبورنا بعد موتنا أحياء، وقيل: حافرة بمعنى محفورة، كماء دافق يعني مدفوق، أي: نرد إلى الأرض، ثم نبعث خلقا جديدا، ثم نرد إلى قبورنا أمواتا، عن مجاهد، وقيل: يقول المشركون ممن ينكر البعث: إنا لمردودون بعد الموت، وقيل: إنا لنرد إلى أول الأمر، وابتداء الحال فنصير أحياء كما كنا قبل الموت، وقيل: في الحافرة، أي: في خلق جديد، عن الحسن، وقيل: سميت الأرض حافرة؛ لأنها مستقر الحوافر، وقيل: معناه: نرد فنمشي على أقدامنا، عن قتادة، وقيل: إنه اسم من أسماء النار عن ابن زيد، وقيل: هذا يقولونه يوم القيامة تمنيا، أي: ليتنا نرد في الحافرة ميتا «أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً» أي: بالية، والنخرة: مجوفة تنخر الرياح فيها، وقيل: هما سواء، وقيل: نخرة أوضح في المعنى، والناخرة أشكل برؤوس الآي «قَالُوا» يعني الكفار «تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ» رجعة «خَاسِرَةٌ» قيل: خاسرة على ما تَعِدُنَا، وقيل: خاسرة: كاذبة ليست كائنة، عن الحسن، وقيل: خاسرة، أي: ذات خسران علينا، فأجابهم الله تعالى، فقال: «فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ» أي: صيحة واحدة، ونفخة واحدة «فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ» قيل: وجه الأرض، عن الحسن، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، أي: من بطن الأرض إلى ظهرها، وقيل: بين الأرض الآخرة، وقيل: سميت ساهرة؛ لأنهم يسهرون نومهم، وقيل: هي أرض بالشام، عن سفيان، وقيل: بين جهنم، عن قتادة.

  · الأحكام: تدل الآية على تأكيد أَمْرِ البعث، وذكر أهوال القيامة، وما يقول منكر البعث، وما يجابون.

  وتدل على عظيم قدرته في إعادة جميع الخلق دفعة واحدة.

  وتدل على أنهم سيبعثون على وجه الأرض.