قوله تعالى: {في صحف مكرمة 13 مرفوعة مطهرة 14 بأيدي سفرة 15 كرام بررة 16 قتل الإنسان ما أكفره 17 من أي شيء خلقه 18 من نطفة خلقه فقدره 19 ثم السبيل يسره 20 ثم أماته فأقبره 21 ثم إذا شاء أنشره 22 كلا لما يقض ما أمره 23}
  النفع الحسن، والبار فاعل ذلك، وأصله: اتساع النفع منه، وأصل الباب: السعة، ومنه: البَرُّ خلاف البحر، والبُرُّ: الحنطة سمي به تفاؤلاً باتساع النفع به، رجل بر، وامرأة بَرَةٌ.
  والإماتة: مصدر أمات يميت إماتة، والموت معنى لا يقدر عليه غيره يضاد الحياة، ومنهم من قال: هو بطلان الحياة، والأول أولى. لقوله: {خَلَقَ الْمَوتَ وَالحَيَاةَ}[الملك: ٢].
  والإقبار: جعل القبر لدفن الميت فيه، أقبره يُقْبِرُهُ إقبارًا: إذا جعلت له قبرًا، والقبر: الحفير المهيأ للدفن، وأَقْبِرْنِي فلانًا، أي: اجعلني أقبره، والقابر: الدافن الميت بيده.
  والإنشار: الإحياء للتصرف بعد الموت، كنشر الثوب بعد الطي، أنشر الله الموتى فنشروا.
  قال الأعشى في القابر والناشر:
  لَوْ أَسْنَدَتْ مَيْتًا إِلَى نَحْرِهَا ... عَاشَ وَلَمْ يُحْمَلْ إِلَى قَابِرِ
  حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ مِمَّا رَأُوْا ... يَا عَجَبَا لِلْمَيّتِ النَّاشِرِ
  · الإعراب: (مَا) في قوله: {مَا أَكْفَرَهُ} يحتمل أن يكون (مَا) ابتعجب، ويحتمل معنى، «أي»، يعني: ما الذي حمله على الكفر.
  نصب (السَّبِيلَ) بـ (يَسَّرَهُ).
  · النزول: قيل: نزل قوله: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} في عتبة بن أبي لهب، عن مقاتل.