التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه 24 أنا صببنا الماء صبا 25 ثم شققنا الأرض شقا 26 فأنبتنا فيها حبا 27 وعنبا وقضبا 28 وزيتونا ونخلا 29 وحدائق غلبا 30 وفاكهة وأبا 31 متاعا لكم ولأنعامكم 32 فإذا جاءت الصاخة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه 36 لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 37 وجوه يومئذ مسفرة 38 ضاحكة مستبشرة 39 ووجوه يومئذ عليها غبرة 40 ترهقها قترة 41 أولئك هم الكفرة الفجرة 42}

صفحة 7288 - الجزء 10

  · الأحكام: يدل قوله: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} على عظم شأن القرآن وكونه محفوظًا.

  ويدل على وجوب تعظيم القرآن؛ لأنه وصفه بذلك كالترغيب في فعل ذلك والتحذير عن مخالفته.

  ويدل قوله: {مَا أَكْفَرَهُ} على أن أعظم الذنوب الكفر، وأنه فعل العبد؛ ولذلك لعنه وذمه، ويستحيل أن يخلق شيئًا، ثم يلعنه عليه.

  ويدل قوله: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} أنَّه تعالى سهل سبيل الطاعة، فدل أن ذلك فعل العبد، وأن القدرة قبل الفعل؛ ليكون الإيمان ميسرًا على الكافر.

  ويدل قوله: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} أن العبد يفعل، لولا ذلك لما استقام الكلام.

قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ٢٥ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ٢٦ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ٢٧ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ٢٨ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ٢٩ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ٣٠ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ٣١ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٢ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ٣٣ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ٣٨ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ٣٩ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ٤٠ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤١ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ٤٢}

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: {أَنَّا صَبَبْنَا} بفتح الألف، قيل: بدلاً من قوله:

  {إِلَى طَعَامِهِ} كأنه قال: فلينظر إلى طعامه، ولينظر أنا صببنا، وهو على تكرير العامل، وقيل: خبر ابتداء محذوف. والباقون بكسر الألف على الاستفهام.

  قراءة العامة: {شَأْنٌ يُغْنِيهِ} بالغين المعجمة من فوق؛ أي: يكفيه شأنه، لا يتفرغ