التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين 222}

صفحة 893 - الجزء 1

  والطهر: خلاف الدنس، والتطهر: التنزه عن الإثم، والطهور: الماء، وقيل: هو الطاهر على طريق المبالغة، وقيل: هو المطهر، قال ثعلب: هو الطاهر المطهر، وتطهرت المرأة اغتسلت، وطَهُرَت تَطْهُرُ إذا انقطع دمها فهي طاهرٌ بلا هاء، وقيل: طَهَر وطَهُر بفتح الهاء وضمها بمعنى، وقيل: فعل بالضم لا يتعدى.

  · الإعراب: (أذى) موضعه رفع لأنه خبر ابتداء.

  · النزول: قيل: كانت الجاهلية يتجنبون الْحُيَّض في مآكلهن ومشاربهن ومجالستهن كفعل المجوس واليهود، فسألوا عن ذلك، فنزلت الآية، عن الحسن وقتادة والربيع والأصم. وقيل: كانوا يستجيزون إتيان النساء في أدبارهن أيام الحيض، فلما سألوا عنه بين تحريمه، عن مجاهد. وقيل: كانت اليهود في غاية التجنب من الحيض، وكانت النصارى لا تجتنب، فسألوا حكم الحيض في شريعتهم، فنزلت الآية.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى شريعة أخرى لما بين حال من يحل بَيَّنَ الحال التي لا تحل، فقال تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ» يا محمد، قيل: السائل أبو الدحداح سأل النبي ÷ عن ذلك «عَنِ الْمَحِيضِ» أي عن الحيض وأحواله، وهو مجيء الدم من الأنثى على عادة معلومة «قُلْ» يا محمد «هُوَ أَذًى» أي قذر ونجس، عن قتادة - والسدي. وقيل: دم، عن مجاهد. وقيل: أذى أي عليهن لما فيه من المشقة، عن القاضي «فَاعْتَزِلُوا النّسَاءَ» أي تنحوا عن قربهن، قيل: عن الجماع في الفرج، وله ما سوى ذلك، عن ابن