قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه 24 أنا صببنا الماء صبا 25 ثم شققنا الأرض شقا 26 فأنبتنا فيها حبا 27 وعنبا وقضبا 28 وزيتونا ونخلا 29 وحدائق غلبا 30 وفاكهة وأبا 31 متاعا لكم ولأنعامكم 32 فإذا جاءت الصاخة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه 36 لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 37 وجوه يومئذ مسفرة 38 ضاحكة مستبشرة 39 ووجوه يومئذ عليها غبرة 40 ترهقها قترة 41 أولئك هم الكفرة الفجرة 42}
  والأنعام: الماشية، سميت بذلك لنعمة مشيها، أي لينها، كالإبل والبقر والغنم بخلاف الحافر لشدة وطئه بحافره.
  والصَّاخَّةُ: الصائحة لشدة صوتها في الآذان، صَخَّ يَصُخُّ، وهو صَاخٍ، وقد قلبوا المضاعف كراهة التضعيف، فقالوا: أَصَاخَ يُصِيخُ إصاخة، وقد قالوا: تطبب، والأصل تطببت لهذا. والصاخة والصيحة والرجة من النظائر، يقول: ضربت الصخرة بحجر، فسمعت لها صيحة؛ أي صوتًا.
  والشأن: الأمر العظيم، يقال: لفلان شأن يغنيه: يكفيه، مأخوذ من الغنى عن الشيء في أمر نفسه لا ينازع إليه، كأنه قيل: ليس له فيه فضل، يعني ما هو فيه.
  والأسفار: الكشف عن ضياء، ومنه: أسفر الصبح: أضاء، وسَفَرَتِ المرأة:
  كشفت عن وجهها، وقال توبة:
  وَكُنْتُ إِذَا مَا زُرْتُ لَيْلَى تَبَرْقعَتْ ... فَقَدْ رَابَنِي مِنْهَا الْغَدَاةَ سُفُورُهَا
  أي: كشفها نقابها.
  والرهق: أصله اللحوق، ومنه: {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ}[يونس: ٢٦]، ومنه: غلام مراهق: قارب الحلم، ورهقت الكلاب الصيد: لحقتها، قال الأزهري: الرهق اسم من الإرهاق، وهو أن يحمل الإنسان ما لا يطيقه، يقال: أرهقته أمرًا صعبًا؛ أي كلفته. والرَّهَقُ: العيب، والرهق: السفه، والرَّهَقُ: العجلة، والرَّهَقُ: الظلم، ومنه: {فَلَا يَخَافُ بَخسًا وَلَا رَهَقًا}[الجن: ١٣].
  والقتَرَةُ: ظلمة الدخان، ومنه: القترة ريح الشوي؛ لأنه كالدخان.
  والفاجر: جمعه فُجَّارٌ وفَجَرَة، وأصله: الخروج، ومنه: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}[البقرة: ٦٠]، فكأنه خرج من طاعة الله إلى معصيته.
  · المعنى: ثم نَبَّهَ تعالى على دلائل أخر، وعقَّبه بذكر أحوال القيامة، فقال سبحانه: «فَلْيَنْظُرِ