التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويل للمطففين 1 الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3 ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون 4 ليوم عظيم 5 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6 كلا إن كتاب الفجار لفي سجين 7 وما أدراك ما سجين 8 كتاب مرقوم 9 ويل يومئذ للمكذبين 10}

صفحة 7318 - الجزء 10

  · القراءة: قراءة العامة: {كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ} متصلًا بغير ألف، ولا وقف بين (كالوا)، وبين (هم). و (هم) في محل النصب، قال أبو عبيدة: وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين، ويقف على (كالوا)، و (وزنوا) وقفة، ثم يبتدئ فيقول: «هُمْ يُخْسِرُونَ» و (هم) في موضع رفع بمعنى الفاعل: قال: وأحسبه قراءة حمزة، كذلك أيضًا قال أبو عبيد، والأوجه الأول لوجوه:

  أحدها: أنهم كتبوها بغير ألف، ولو كانتا مقطوعتين لكتب (كالوا) بالألف، أو (وزنوا) بالألف على ما كتبوا الأفعال كلها، مثل: قالوا، وجاؤوا، ولم نجد المصاحف إلا على إسقاطها.

  وثانيها: أنه يقال: كِلْتُكَ، أي كِلْتُ لك، ووزنتك، أي وزنت لك، وهذا مشهور عندهم، يقولون: كلتك حقك، ووزنتك حقك، قال الفراء: وهي لغة الحجاز، ومن جاورهم من قيس.

  وثالثها: إجماع القراء، فمن خالف محجوج بإجماعهم.

  · اللغة: الطفيف: الشيء التفه القليل، والمُطفِّفُ: المقلل حق صاحبه بنقصانه عن الحق، في كيل أو وزن، والتطفيف: نقص المكيال والميزان، وإنما سمي بذلك لأنه يقلل حق صاحبه، وقيل: لأن ما ينقص منه طفيف قليل، وقيل: التطفيف: أن يسرق الشيء اليسير في خفية، وإناء طَفَّان إذا لم يكنْ ملآن، ومنه: «بنو آدم كلهم طف الصاع» أي: قريب بعضهم من بعض؛ لأن طف الصاع قريب من ملئه، فليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى.

  والطُّفَافَةُ: ما فوق المكيال.