قوله تعالى: {ويل للمطففين 1 الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3 ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون 4 ليوم عظيم 5 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6 كلا إن كتاب الفجار لفي سجين 7 وما أدراك ما سجين 8 كتاب مرقوم 9 ويل يومئذ للمكذبين 10}
  والاكتيال: الأخذ بالكيل، ومثله الاتزان: الأخذ بالوزن، والاعتداد: الأخذ بالعدد، اكتال يكتال اكتيالاً، وكاله يكيله كيلاً.
  والاستيفاء: الأخذ بالوفاء، وهو التمام.
  ومعنى {كَالُوهُمْ} أي كالوا لهم؛ لأن الطعام يكال ويوزن، وإنما حذف لدلالة الكلام عليه مع الإيجاز من غير إخلال.
  وخسر وأخسر لغتان: إذا نقص الحق، ومنه: الخسران.
  والسِّجِّينُ: فعل من سجنته أَسْجُنُهُ سجنًا، وفيه مبالغة كما يقال: شِرِّيبٌ من الشرب، وسِكِّير من السكر، وشِرِّير من الشر، ومعناه: هو محبوس عليه حتى يجازى بما فيه، وقيل: «فِعِّيل» من السجن، وهو الشدة، والسجن الشدة أيضًا، كأنه في شدته كشدة السجن، قال ابن مقبل:
  ضَرْبًا تَواصَتْ بِهِ الْأبطَالُ سِجِّينَا
  وذكر قطرب وأبو عمرو: هو مأخوذ من السجن، وقال غيرهما: مأخوذ من الشدة.
  والرَّقْمُ: الخط، وكل ما خط عليه لعلامة فهو رقم، رقمه يَرْقُمُهُ رقمًا فهو راقم، والشيء مرقوم، ومنه: رقم الثياب: علامة تعرف بها لئلا تختلط، والرقم: الكتابة، قال الخليل: الرقم: إعجام الكتاب.
  (كَلَّا): كلمة ردع وزجر، وفيه وجهان:
  أحدهما: أن تكون كلمة واحدة من غير تركيب، وضعت للردع، وجرت مجرى الأصوات نحو: صَهْ ومَهْ.
  والثاني: أن تكون كاف التشبيه دخلت على (لا)، وشددت للمبالغة في الزجر.