التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويل للمطففين 1 الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3 ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون 4 ليوم عظيم 5 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6 كلا إن كتاب الفجار لفي سجين 7 وما أدراك ما سجين 8 كتاب مرقوم 9 ويل يومئذ للمكذبين 10}

صفحة 7321 - الجزء 10

  من غفلة هَؤُلَاءِ، حيث فارقوا أمر الله وطريقة العدل، وخانوا في الحبات، فكأنه حل بين الوزن والكيل، ولم يعلموا أنهم يبعثون ويحاسبون عليها، وقيل: «ألا يظن» ألا يعلم أنه مبعوث، ثم يفتضح بين يدي الأشهاد، وقيل: يكتم من الناس ذلك، ألا يظن أنه يظهر عند الخلائق يوم يبعثون {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} أي: يوم القيامة «يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ» أي: لحكمه بينهم وللحساب، وقيل: يقومون مقدار ثلاثمائة سنة، ويقصر على المؤمنين حتى يكون كإحدى صلاة المكتوبة «كَلَّا» قيل: لا تفعلوا ذلك ولا تظنوا، فليس الأمر كما تظنون، وقيل: حقًّا «إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ» قيل: في الأرض السابعة السفلى، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وقيل: سجين: جُبٌّ في جهنم في خبر مرفوع، وقيل: سجن شديد، عن أبي عبيدة، أي: في كتابه ما اشتد عليه عذابه، عن أبي علي، وقيل: هي الأرض السفلى، ومنها إبليس وذريته، عن عطاء الخراساني، وقيل: في ضلال وحساب، عن عكرمة، وقيل: في حبس أي يوقف حتى يجازى عليه، وقيل: في الصخرة التي عليها الأرضون، وفيها أفعالهم وأقوالهم، عن ابن عباس، ومجاهد، وقيل: في ذلة لهوانهم على الله، جعل كتابهم في ذلة، وقيل: السجِّين اسم لكتابهم، وهو ظاهر التلاوة، أي: ما كتبه الله على الفجار، يعني: أوجب عليه من الجزاء في هذا الكتاب المسمى سجينًا، ويكون لطفًا تسميته من السجن الذي هو الشدة، عن أبي مسلم، وقيل: في حبس وضيق، عن الأخفش. «وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ» قيل: ذكر ذلك تفخيمًا لشأنه، ومعناه: أي شيء أدراك، كان النبي ÷ يعرف ذلك الموضع، والأصل فيه أنه كتاب مُسْتَخَفٌّ

  به لأجل حقارتهم «كتَابٌ مَرْقُومٌ» قيل: مكتوب، وقيل: مختوم، وقيل: مكتوب فيه ما يسوؤهم، ويسخن أعيانهم «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» بالجزاء والبعث.

  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:

  منها: الأمر بالعدل في المعاملة، والنهي عن التطفيف، وذلك يتناول الصغير والكبير.