التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الذين يكذبون بيوم الدين 11 وما يكذب به إلا كل معتد أثيم 12 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 13 كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون 14 كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون 15 ثم إنهم لصالو الجحيم 16 ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون 17}

صفحة 7323 - الجزء 10

  على الأصل مع سكتة يسيرة، والباقون بالإدغام لقرب الحرفين من غير إخلال بالمعنى.

  · اللغة: المعتدي: الذي جاوز الحد في الباطل، الاعتداء: الخروج من الحق إلى الباطل، وبناؤه من الفعل مُفْتَعِلٌ، وأصله من العدو، وسواء قولك: اعتدى وعدا وتعدى، ومنه: {وَلَا تَعْدُ عَينَاكَ}⁣[الكهف: ٢٨]، {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٢٩]، {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}⁣[البقرة: ١٩٤] يقال: اعتدى فهو مُعْتَدٍ، وعدا يعدو عدوانًا، وأصل الكل: مجاوزة الحد، ومنه: العداوة؛ لمجاوزة الحد في النقص، ومنه: العَدْو: مجاوزة الحد [في] إسراع المشي.

  الأثيم: مرتكب الإثم، وهو الفعل القبيح، أَثِمَ يَأْثَمُ إثمًا فهو أَثِيم وآثِمٌ، وأثَّمْتُهُ تأثيمًا: نسبته إلى الإثم، وتأثم: تحرج، وبناؤه «فَعِيلٌ»، وهو من الباب الذي «فعيل» منه بمعنى «الفاعل»، فأثيم بمعنى الآثم.

  والأساطير: جمع أسطورة، وأصله من السطر، وهو الكتابة.

  والرَّيْنُ: أصله الغلبة، ران على قلبه: غلب، يَرِينُ رَينًا وريونًا، ومنه: رانت الخمر على عقله ترين، وران عليه النعاس يرين، وران به: غلبه، قال علقمة:

  أَوْرَدْتُهُ القَوْمَ قَدْ رَانَ النُّعَاسُ بِهِمْ ... فَقُلْتُ إِذْ نَهِلُوا مِنْ جَمِّهِ قِيلُوا

  وأَرَانَ القوم: هلكت مواشيهم، أي: غلب الهلاك عليها، والرين: الغطاء؛ لأنه يغلب على ما يغطيه، وفي حديث عمرو في قصة أسيفع لما ركبه الدين: «أصبح وقد رين به»، أي: أحاط الدين بماله حتى غلبه، ويقال: رين به إذا مات.

  والحجاب: المانع، ومنه: الحجب والحاجب.