قوله تعالى: {الذين يكذبون بيوم الدين 11 وما يكذب به إلا كل معتد أثيم 12 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 13 كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون 14 كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون 15 ثم إنهم لصالو الجحيم 16 ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون 17}
  والدفع والرد نظائر، ونقيضهما: القبول، ويقال: حجب فلان عن باب السلطان:
  رد ودفع، والمحجوب: الممنوع.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا} الآية، في النضر بن الحارث.
  وقيل: هو عام.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حال المكذبين، فقال سبحانه: «الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ» أي: يوم الجزاء والبعث «وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ» مجاوز للحد في معصية الله، «أثيم» كثير المآثم، مبالغ في ارتكابه «إِذَا تُتْلَى عَلَيهِ آيَاتُنَا» يعني إذا قرئ عليه القرآن «قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ» يعني ما سطره الأولون، أي: كتبوه، وقيل: أباطيل الأولين «كَلَّا» ردع وزجر، أي: ليس كما كتبوا، وقيل: حَقًّا، قسم منه بأن الذنوب أحاطت بقلبه «بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ» أي: غطى ذنوبهم على قلوبهم، وقيل: الرين الذنب على الذنب حتى يموت القلب، عن الحسن، وقتادة، وقيل: غلبت الذنوب على القلوب فلا تخلص إليها العلوم، عن ابن زيد، وروى أبو هريرة عن النبي ÷: «إذا أذنب العبد كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى يسود قلبه فذلك قوله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}»، وأكثر المفسرين قالوا: الذنب على الذنب حتى يسود القلب، وقيل: اعتيادهم للكفر وإلْفهم له، وغفلتهم صار غطاء على قلوبهم، عن أبي مسلم؛ لأن ترك النظر في العواقب، وكثرة المعاصي، والانهماك في الفسق يقوي الإعراض عن التوبة، والإقلاع عن الذنوب، فصار