قوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين 18 وما أدراك ما عليون 19 كتاب مرقوم 20 يشهده المقربون 21 إن الأبرار لفي نعيم 22 على الأرائك ينظرون 23 تعرف في وجوههم نضرة النعيم 24 يسقون من رحيق مختوم 25 ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون 26 ومزاجه من تسنيم 27 عينا يشرب بها المقربون 28}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ويعقوب: «تُعْرَفُ» بضم التاء، وفتح الراء، على ما لم يسم فاعله، والقراء كلهم على فتح التاء، وكسر الراء، «نَضْرَةَ» بالفتح على أنه مفعول، و «تَعْرِفُ» على الخطاب.
  وقرأ الكسائي وحده: «خَاتَمُهُ» بالألف قبل التاء، وفتح الخاء والتاء، وهي قراءة أمير المؤمنين وعلقمة، والباقون: «خِتَامُهُ» بكسر الخاء ورفع الميم والألف بعد التاء، قيل: الخاتم والختام واحد، وقيل: الختام مصدر، والخاتم صفة، ونظيره: رجل كريم الطابع والطباع، قال أبو مسلم: الختام ما يختم به، وعلى هذا البناء السِّدَاد: ما يسد به، والصِّمام: ما تصم به القارورة.
  · اللغة: العِلِّيُّون: عُلُوٌّ على عُلُوٍّ مضاعف، ولهذا جمع بالواو والنون تفخيمًا لشأنه، تشبيهًا بما يفعل في عظم الشأن، وهي مراتب عالية محفوفة بالجلالة، قال الفراء: هو اسم موضوع على صفة الجمع، لا واحد له من لفظه، كقولك: عزين، وقال يونس النحوي: واحدها عِلِّيٌّ وعِلِّيَّة.
  المقرب: من القرب، يعني قربوا إلى كرامة الله، وهم الملائكة هاهنا؛ لأنهم أقرب العباد إلى كرامته.
  والبر: النفع الحسن الموجب للحمد، والبار: فاعل البر، والأبرار: جمع، وهم المخلصون، يقال: بررت فلانًا أَبَرُّهُ برًّا، فأنا بار.
  والنعيم: فعيل من النعمة ولين العيش والسعة، وضده: البؤس.
  والنضرة: الإشراق، وأصله من الماء الذي يكون في النبات والشجر غامرًا