التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين 18 وما أدراك ما عليون 19 كتاب مرقوم 20 يشهده المقربون 21 إن الأبرار لفي نعيم 22 على الأرائك ينظرون 23 تعرف في وجوههم نضرة النعيم 24 يسقون من رحيق مختوم 25 ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون 26 ومزاجه من تسنيم 27 عينا يشرب بها المقربون 28}

صفحة 7327 - الجزء 10

  لسعته، يقال: نضر النبات: إذا زهر وَنَوَّر، وفي الحديث: «نضَّر اللهُ امرأ سمع مقالتي»، رواه الأصمعي بالتشديد، ورواه أبو عبيد بالتخفيف، أراد نعم اللَّه، قال ابن شميل: نَضَرَ الله، ونَضَّرَ الله، وأَنْضَرَ الله، ومعناه: الذي له رونقٌ وحسْنٌ، ويقال:

  نضره الله نَضِرَ يَنْضَرُ، نحو: سمع يسمع، ونَضَرَ يَنْضُرُ، نحو: نصر ينصُر لغتان، ويقال: أخضر ناضر، والنضرة: أصله الحسن.

  والأرائك: جمع أريكة، وهو الحَجَلَةُ على السرير، وقيل: هي المواضع المرتفعة.

  والرحيق: الصافي من الخمر، قال الخليل: هي أفضل الخمر وأجودها، قال حسان:

  يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ الْبَرِيصَ عَلَيْهِمُ ... بَرَدَى يُصَفِّقُ بِالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

  والمسك: طيب معروف، وأصله من تماسك أجزائه وجموده، ومنه:

  المَسْكُ: الجلد بالفتح؛ لأنه يمسك ما فيه.

  والتنافس: تمني كل واحد من المتنافسين مثل الشيء النفيس أن يكون له ذلك، يتنافسون في الشيء تنافسًا، ونافسه به منافسة، والشيء الذي يتنافس فيه نفيس، ونفس عليه ينفس نفاسة: إذا ضن به لجلالته.

  والتسنيم: عين ماء تجري من علو إلى سفل، يقال: سَنَّمَ العين تسنيمًا: إذا أجريتها عليهم من فوقهم، ومنه: سنام البعير؛ لعلوه من بدنه، وكل شيء مرتفع يسمى سنامًا، يقال: سنمت ذروة الجبل، أي: علوت، والتسنيم: الرفع، ومنه:

  تسنيم القبور.