قوله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين 18 وما أدراك ما عليون 19 كتاب مرقوم 20 يشهده المقربون 21 إن الأبرار لفي نعيم 22 على الأرائك ينظرون 23 تعرف في وجوههم نضرة النعيم 24 يسقون من رحيق مختوم 25 ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون 26 ومزاجه من تسنيم 27 عينا يشرب بها المقربون 28}
  خضراء معلق تحت العرش، أعمالهم مكتوبة فيها، عن ابن عباس. وقيل: ساق العرش، عن كعب، ومقاتل، وقتادة. وقيل: هو الجنة، عن ابن عباس بخلاف.
  وقيل: سدرة المنتهى، عن الضحاك. وقيل: تقدير الكلام: إن كتاب الأبرار كتاب مرقوم في عليين؛ أي: محل للملائكة، وهو الوجه. وقيل: عليون نفس الكتابة، والملائكة يشهدونه، وقيل: عليين أي: مقبولاً عند الله غير مردود، معظم غير مستخف به، وقيل: محمول إلى موضع اللوح المحفوظ، فيحفظ ثَمَّ «وَمَا أَدْرَاكَ» يا محمد «مَا عِليُّونَ، كتَابٌ مَرْقُومٌ» قيل: مكتوب بما تقر به أعينهم، ويوجب مسرة لهم بما فيه من الأعمال الصالحة، والحسنات المقبولة «يَشْهَدُهُ» يحضره «الْمُقَرَّبُونَ» يعني الملائكة «إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ» في الجنة ولين العيش والسعة «عَلَى الْأَرَائِكِ» قيل: السرير في الحجال، عن ابن عباس، وقال مجاهد: هو من اللؤلؤ والياقوت، سرير في حجله، وقيل: العرش فوق الأسرة، عن أبي مسلم. «يَنظُرُونَ» إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والملك، عن مجاهد. وقيل: ينظرون إلى أعدائهم كيف يعذبون، عن مقاتل.
  وقيل: ينظرون أي: ينتظرون مثل ما لهم في الحال حالاً بعد حال أبدًا «تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ» يعني يتبين في وجوههم أثر النعمة، وهو الحسن والنضارة والإشراق «يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ» قيل: خمر صافية طيبة، قيل: هي الخمر البيضاء، عن مقاتل. وقيل: هي الخمر، عن ابن عباس، وابن مسعود، ومجاهد، وقتادة. وابن زيد، والحسن. وقيل: أفضل الخمر. «مَخْتُوم» وقيل: خَتْمٌ وُضِعَ من أن تمسها الأيدي تعظيمًا لصاحبها «خِتَامُهُ مِسْكٌ» قيل: آخره ومقطعه مسك، بأن يوجد ريح المسك عند خاتمة شربه، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، والضحاك. وقيل: ختم إناه بالمسك بدلاً من الطين الذي يختم بمثله الشراب في الدنيا، عن مجاهد، وابن زيد. وذلك نهاية التعظيم «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ» قيل: فليرغب الراغبون، وليتمنى ذلك بالمبادرة إلى الطاعة، وقيل: لمثل هذا فليعمل العاملون، عن مجاهد. وقيل: فليتنازع المتنازعون، عن مقاتل. يعني: يجب أن يتنافس فيها لا في أحوال الدنيا، وقيل: فليتشاح المتشاحون، عن زيد بن أسلم. وقيل: فليَجِدُّوا في طلبه، وليحرصوا عليه، عن ابن جريج. «وَمِزَاجُهُ» أي: خلط ذلك الشراب «مِنْ