التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون 29 وإذا مروا بهم يتغامزون 30 وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين 31 وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون 32 وما أرسلوا عليهم حافظين 33 فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون 34 على الأرائك ينظرون 35 هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون 36}

صفحة 7331 - الجزء 10

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وحفص عن عاصم: «فَكِهِينَ» بغير ألف، والباقون: «فَاكِهِينَ» قيل: هما بمعنى، وقيل: فكهين: أَشِرِينَ بَطَرِيِنَ، وفاكهين: كثيري لعب ومزاح ونشاط، وقيل: فكهين: معجبين.

  قرأ حمزة والكسائي: «هَلْ ثُوِّبَ» بإدغام اللام في الثاء، وروي نحوه عن ابن عمر. والباقون بالإظهار على الأصل.

  · اللغة: التغامز: إشارة بعضهم إلى بعض بالأعين استهزاءً وطلبًا لِلَّعب، يقال: غمز [بجفنه]: أشار، والمُغَامِزُ: المعايب، والغَمَزُ: رذال المال.

  والفاكه: ما يُتَفَكَّهُ من نوادر الأمور، والفاكه: اللاهي، والفَكِهُ: المزح، والفَكِهُ: الأشر والبطر، والتفكه: التمتع بالمأكول من غير أخذه [على] الفور، والفكاهة: المزاح، رجل فَكِهٌ: طيب النفس، والتفكه: التندم أيضًا من قوله: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}⁣[الواقعة: ٦٥].

  وقيل: تعجبون، والفاكهة معروفة، وأصل الباب: ما يتفكه، أي: يتلهى.

  والثواب: الجزاء، وأصله من الرجوع، كأنه يرجع إلى العامل بعمله، ثاب يثوب ثوبًا: إذا رجع، وثاب إليه عقله: إذا رجع، والتثاؤب: ترجيع بمدد الفم مع انفتاحه.

  · الإعراب: {هَلْ ثُوِّبَ} قيل: محله نصب، على تقدير: ينظرون هل ثوب، وقيل: لا موضع له؛ لأنه ابتداء كلام على الاستئناف.

  {الْكُفَّارُ} رفع؛ لأنه اسم ما لم يسم فاعله، وخبره في قوله: {مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.