التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذا السماء انشقت 1 وأذنت لربها وحقت 2 وإذا الأرض مدت 3 وألقت ما فيها وتخلت 4 وأذنت لربها وحقت 5 ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه 6 فأما من أوتي كتابه بيمينه 7 فسوف يحاسب حسابا يسيرا 8 وينقلب إلى أهله مسرورا 9 وأما من أوتي كتابه وراء ظهره 10 فسوف يدعو ثبورا 11 ويصلى سعيرا 12 إنه كان في أهله مسرورا 13 إنه ظن أن لن يحور 14 بلى إن ربه كان به بصيرا 15}

صفحة 7341 - الجزء 10

  فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}⁣[الطور: ٢٦]، وقيل: كان سروره بالأماني الكاذبة، والغرور الباطلة؛ إذ ظن أن لا بعث ولا معاد، عن أبي مسلم. وقيل: كان مسرورًا بمعاصي الله، لا يغتم ولا يندم، عن أبي علي. وقيل: كان لهواه متابعًا، وفي مواقع اللهو ساهيًا، لم يتفكر في العواقب. «إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ» أي: لن يرجع إلى حال الحياة في الآخرة للجزاء، وقيل: لما ظن أن لن يحور ارتكب المآثم، وانتهك المحارم. ثم رد عليه فقال سبحانه: {بَلَى} أي: ليس كما ظن؛ بل يرجع إلى الآخرة والجزاء ويبعث. وقيل: ظن أن لن يرجع إلى ما وعد وأوعد ليس كذلك، بل يرجع. {إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} عالمًا بأحواله وأعماله فيجازيه عليها.

  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:

  منها: علامات الساعة.

  ومنها: أنه لا يبقى في الأرض ميت، ويبعث الجميع.

  ومنها: أن كل ساعٍ يلقى جزاء عمله.

  ومنها: التمييز بين الكافر والمؤمن في الكتاب، فيعطى المؤمن على وجه الإكرام، ويعرض إجلالاً، ويعطى الكافر هوانًا، ويناقش في الحساب.

  ومنها: أن حساب المؤمن يسير غير شاق، فيصير به مسرورًا وهو بالعرض.

  ومنها: أن السرور بأحوال الدنيا وقصر النفس عليها والإعراض عن الآخرة مذموم يعقب الندامة.