التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلا أقسم بالشفق 16 والليل وما وسق 17 والقمر إذا اتسق 18 لتركبن طبقا عن طبق 19 فما لهم لا يؤمنون 20 وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون 21 بل الذين كفروا يكذبون 22 والله أعلم بما يوعون 23 فبشرهم بعذاب أليم 24 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون 25}

صفحة 7343 - الجزء 10

  وقال آخر:

  قُمْ يَا غُلامُ أَعِنّي غَيْرَ مُرْتَبِكٍ ... عَلَى الزَّمَانِ بِكَأْسٍ حَشْوُهَا شَفَقُ

  والوَسْقُ: الجمع، وسَقْتُهُ وَسْقًا: إذا جمعته، وطعام موسوق: مجموع في الغرائر، والوَسْقُ: الطعام المجتمع الكثير مما يكال أو يوزن، ومقداره ستون صاعًا، وأنشد ابن عباس:

  مسْتَوْسَقَاتٍ لَوْ يَجِدْنَ سَائِقَا

  أي: مجتمعات.

  وقال أبو مسلم: الوسق في كلام العرب يحتمل وجهين: أحدهما: الطرد، والثاني: الحمل، وهو في هذا الموضع الطرد.

  والاتساق: الاجتماع على تمام واستمرار. [وهو] افتعال: من الوسق، فإذا تم نوره، واستتم ضياء نوره فذلك الاتساق.

  والطبق: الحال الشديد، عن أبي مسلم. وقيل: {طَبَقًا عَن طَبَقٍ} أي: منزلة بعد منزلة، وأصل الطبق: الحال، والعرب تسمي الدواهي: بنات طَبَقٍ، قال شاعرهم:

  قَدْ طَرقَتْ بِبَكْرِهَا أُمُّ طَبَقْ ... فَنَتَّجُوهَا خَبَرًا ضَخْمَ العُنُق

  وقال آخر:

  الصَّبْرُ أَحْمَدُ وَالدُّنْيَا مُفْجَّعَة ... مَنْ ذَا الَّذِي لَمْ يَذُقْ فِي عَيْشِهِ رَتَقَا