قوله تعالى: {فلا أقسم بالشفق 16 والليل وما وسق 17 والقمر إذا اتسق 18 لتركبن طبقا عن طبق 19 فما لهم لا يؤمنون 20 وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون 21 بل الذين كفروا يكذبون 22 والله أعلم بما يوعون 23 فبشرهم بعذاب أليم 24 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون 25}
  إِذَا صَفَا لَكَ مِنْ مَسرورهَا طَبَقْ ... أَهْدَي لَكَ الدَّهْرِ مِنْ مَكْرُوهِهَا طَبقَا
  أي: حالاً.
  والإيعاء: جعل الشيء في وعاء، والقلوب أوعية للمعارف والاعتقادات والإرادت والظنون من خير أو شر، يقال: أوعيت المتاع، ووعيت العلم: حفظته.
  والمن: أصله القطع، ومنه: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[فصلت: ٨] ومنه: المنّة؛ لأنها تقطع الشكر بالأذى، تقول العرب: منيت الحبل: قطعته، عن الزجاج. والمنون والمنين منه، وهو «فعيل ومفعول» بمعنى واحد؛ لأنه يقطع الحياة، ومنه: المَنِيَّةُ.
  · الإعراب: جواب القسم قوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا}.
  · المعنى: لما تقدم ذكر البعث والقيامة أكدها بالقسم باختلاف أحوال الناس تنبيهًا على قدرته على البعث «فلا أقسمُ» معناه: أقسم، و (لا) زيادة، عن أبي علي. وقيل: هو كقوله: لا، والله لأفعلن كذا، فدخل (لا) للتأكيد. وقيل: نفى القسم لظهور الأمر، فاستغنى عن القسم، عن أبي مسلم. وقيل: القسم بهذه الأشياء لما تتضمن من دلائل التوحيد.
  وقيل: بل برب هذه الأشياء، عن أبي علي. «بِالشَّفَقِ» قيل: الحمرة في الأفق ما بين العشاء والمغرب، عن الحسن، وأبي علي، وجماعة. وقيل: البياض. وقيل: أراد جملة النهار، وليس بالوجه. «وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ» قيل: ما جمع إلى مساكنه مما كان منتشرًا