قوله تعالى: {فلا أقسم بالشفق 16 والليل وما وسق 17 والقمر إذا اتسق 18 لتركبن طبقا عن طبق 19 فما لهم لا يؤمنون 20 وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون 21 بل الذين كفروا يكذبون 22 والله أعلم بما يوعون 23 فبشرهم بعذاب أليم 24 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون 25}
  من حشر إلى حشر، عن أبي مسلم. وقيل: طبقات السماء بعروج الأرواح. وقيل: حالاً بعد حال، من إحياء وإماتة، ثم إحياء ومواقف عظيمة، ثم النار والجنة، عن مقاتل. وقيل: مرة فقيرًا، ومرة غنيًّا، عن عطاء. وقيل: الشدائد والأهوال: الموت، ثم البعث، ثم العرض، عن ابن عباس. وقيل: لتركبن سَنَنَ منْ كان قبلكم وأحوالهم، عن أبي عبيدة. وقيل: حالاً بعد حال: رضيع، ثم غلام، ثم شاب، ثم شيخ، عن عكرمة. وقيل: أحوال الإنسان مختلفة اختلافًا كثيرًا: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظامًا، ثم خلقًا آخر، ثم جنينًا، ثم وليدًا، ثم رضيعًا، ثم فطيمًا، ثم يافعًا، ثم ناشئًا، ثم مترعرعًا، ثم مراهقًا، ثم محتلمًا، ثم بالغًا، ثم أمرد، ثم طارًّا، ثم ملتحيًا، ثم مستويًا، ثم مجتمعًا، ثم كهلاً، ثم أشمط، ثم شيخًا، ثم أشيب، ثم هِمًا، ثم هرمًا، ثم ميتًا، ثم مبعوثًا، ثم محاسبًا، ثم يستقر به الأمر إما إلى الجنة وإما النار، فهذا معنى قوله: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ»، وإذا نظر العاقل في هذه الأحوال علم أنه محدث، وأن له صانعًا ومدبرًا يغير عليه هذه الأحوال. وقيل: كل يوم تتغير عليه أحواله، فلا يكون اليوم، كما كان أمس.
  «فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ» استفهام، والمراد الإنكار؛ أي: ما الذي يمنعهم من الإيمان بِاللَّهِ ورسوله وبالبعث مع ظهور الحجة. وقيل: ما وجه الارتياب الذي يصرفهم عن الإيمان، وهو تعجيب منهم في تركهم الإيمان.
  «وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ» قيل: لا يخضعون. وقيل: ما لهم لا يصلون، عن الكلبي، ومقاتل. أي: ما الذي يمنعهم من الصلاة، والخضوع عند القرآن.
  ثم بَيَّنَ ما الذي حملهم عليه، فقال: «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ» أي: تكذيبهم