قوله تعالى: {والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7}
  وقيل: كانوا من بني إسرائيل خدوا أخدودًا، وأخذوا رجالاً ونساء، وقالوا:
  لتكفرن أو نعذبكم بالنار، عن ابن عباس، والضحاك.
  وقيل: هم أصحاب ذي (نواس).
  وقيل: كانوا باليمن، وكانوا مؤمنين وكفارا، وكانوا يتقاتلون، والظفر للمؤمنين، ثم إنهم عاهدوا ألا يغدر بعضهم ببعض، فغدرت الكفار، وأخذوا المؤمنين وخَدُّوا أخدودًا وأحرقوهم، وقيل: المؤمنون قالوا لهم: أوقدوا نارًا، وأعرضوا عليه، فمن تبعكم في دينكم، فذاك الذي تريدون، ومن أبى اقتحم النار. وقيل: آمنت امرأة معها صبيُّ، فتلكأت، فقال الطفل: امضي، ولا تنافقي، فاقتحمت النار، عن قتادة. وقيل: كانوا قومًا من النبط، عن عكرمة.
  وقيل: هم نصارى نجران أخذ ملكٌ منهم قومًا من المؤمنين، فخد لهم سبعة أخاديد، طرح فيها الحطب والنفط، فمن أبى إلا الإسلام طرحه فيها، وبدأ برجل منهم يقال له: عمرو بن يزيد، ثم أتبع بالمؤمنين وأحرقهم، عن الكلبي.
  وقيل: كان بنجران رجلان مسلمان ممن يقرآن الإنجيل، وهذا بعد رفع عيسى، فسمع بهم جماعة فآمنوا، وفشا أمرهم، فسمع الملك، فخدَّ لهم الأخدود وعرض عليهم، فمن أبى إلا دين عيسى أحرقه، ومن رجع تركه، فأحرق سبعًا وسبعين نفسًا، عن مقاتل.
  وذكر محمد بن إسحاق عن وهب أن رجلاً كان بقي على دين عيسى وقع إلى نجران، فدعاهم فأجابوه، فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنود من حمير، وخيرهم بين النار واليهودية، فأبوا، فخدوا الأخاديد، وأحرق اثني عشر ألفًا.
  وقيل: كان أصحاب الأخدود سبعين ألفًا.
  وقال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له: ذو نواس، في الفترة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد الله، وسلّمه أبوه إلى الساحر، فمر براهب، فأخذ منه وتبعه، وكان في تلك البلاد حية عظيمة، فمرَّ الغلام بها، فرماها