قوله تعالى: {والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7}
  قوم وخالفه قوم، فخد بعض الملوك أخدودًا، وأجج فيها النيران العظيمة، وامتحنوا الناس، فأحرقوا من آمن بالنبي.
  وروي أن غلامًا بعثه والده لتعلم السحر، فمر براهب فدعاه إلى دينه، فتبعه ولزمه حتى صار بحيث تستجاب دعوته، وأن جليسًا لملك زمانه كان أعمى، فجاء إلى هذا الصبي فقال: إن آمنت بِاللَّهِ دعوت الله بأن يشفيك، فآمن، فدعا، فشفاه اللَّه، وبلغ الملك ذلك، فأمر بالجليس والغلام والراهب، فحضروا، فأمرهم بالرجوع عن دينهم، فأبوا، فقتل الراهب والجليس، وأمر بالغلام بأن يلقى من ذروة جبل، فذهب به قوم فَأُهْلِكُوا، فأمر بأن يغرق، فذهب به قوم فَأُهْلِكُوا، ورجع إلى الملك، وقال إنك لست بقاتلي حتى تجمع الناس، وتصلبني على جذع، وتقول: بسم الله رب الغلام، وترميني بسهم. ففعل، فمات، فاجتمع الناس فقالوا: آمنا برب الغلام، وفشا ذلك بين الناس، فقيل للملك: قد آمن الناس، ونزل ما كنت تكره، فخد الأخدود، وأضرم فيها النار وقال: من رجع عن دينه، وإلا أحرقته، فلم يرجع أحد، فأحرق من آمن، وجاءت امرأة معها صبي، فكأنها تلكأت، فناداها الغلام: يا أماه اصبري [فإنك] على الحق، فاقتحمت النار، في خبر مرفوع. وقيل: إن الغلام ضُرِب على رأسه ضربة مات منها.
  قال. سعيد بن المسيب: كنا عند عمر إذ ورد علينا بأن وجدنا ذلك الغلام واضعًا يده على صدغه، فبهلما مدت يده عادت إلى الصدغ، فكتب عمر: واروه حيث وجدتموه.
  وقيل: كانوا من المجوس، وكان لهم ملك وقع على أخته، فأنكروا عليه، فدعا الناس إلى جواز نكاح الأخوات، فأبوا، فضربهم فأبوا، فخد الأخدود، وأَضْرَمَ الناسُ فيها النار، وعرض ذلك على أهل مملكته، فمن قبل خَلَّى سبيله، ومن أَبى أَحْرَقَهُ، عن علي.