قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى 1 الذي خلق فسوى 2 والذي قدر فهدى 3 والذي أخرج المرعى 4 فجعله غثاء أحوى 5 سنقرئك فلا تنسى 6 إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى 7 ونيسرك لليسرى 8}
  ولما ختم السورة بوعيد الكفار، افتتح هذه السورة بذكر صفاته تعالى وقدرته على ما يشاء.
﷽ قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ٢ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ٣ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ٤ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ٥ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ٦ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ٧ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ٨}
  · القراءة: قرأ الكسائي: «قَدَرَ» خفيفة، وهي قراءة علي بن أبي طالب وأبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ الآخرون بالتشديد، قيل: معناهما واحد، وقيل: التخفيف من القدرة، والتشديد من التقدير.
  · اللغة: التسبيح: التنزيه لله عما لا يليق به من صفات النقص وأفعال القبيح، ويوصف بصفات التعظيم، نحو كونه: قادرًا، عالمًا، حيًّا، قديمًا، باقيًا، سميعًا، بصيرًا، إلهًا، وتوصف أفعاله بأنها حكمة وصواب، وحسن لا قبح فيه ولا عبث، ومعناه: براءة له من السوء.
  والعلو: القهر والسلطان، والأعلى: وزنه أَفْعَل، ونظيره: أَكْبَر، ومعناه: عالٍ بسلطانه وقدرته، وكل شيء دونه، وهم في سلطانه، ولا يقتضي ذلك مكانا، قال الفرزدق:
  إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ