قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى 1 الذي خلق فسوى 2 والذي قدر فهدى 3 والذي أخرج المرعى 4 فجعله غثاء أحوى 5 سنقرئك فلا تنسى 6 إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى 7 ونيسرك لليسرى 8}
  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:
  منها: وجوب تنزيهه وتنزيه أسمائه عن كل نقص في ذاته أو فعل، فتدل أن جميع أفعاله حسنة، ولا يفعل القبيح، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  ومنها: أنه هدى الخلق، خلاف قولهم.
  ومنها: أنه أخرج أقوات كل دابة، وكل حي.
  ومنها: أن القرآن من جهته تعالى.
  ومنها: أن النبي ÷ لا ينساه، معجزة له على ما بَيَّنَّاهُ.
  ومنها: أن فيه ما ينسى بأن يُنْسَخَ؛ لذلك صح الاستثناء، وإذا جاز النسخ جاز محوه عن القلوب، إذا كانت المصلحة في ذلك.
  ومنها: جواز النسيان على النبي ÷ في غير الوحي، فأما الوحي فلا يجوز إلا عند النسخ، وإن كان قراءة عُلِم أنه نسخ.
  ومتى قيل: هل يجوز أن ينسى هو بعد أن أداه إلى الخلق؟
  قلنا: إذا ظهر ظهورًا لا يخفى جاز، فأما إذا كان في عدد يسير فلا يجوز، ولا يبعد أن يقال: إنه لا يجوز؛ لما فيه من التنفير.
  ومتى قيل: هل يجوز بعدما علم الخلق أن ينسوا جميعًا؟
  قلنا: يبعد في الخلق الكثير مع كمال العقل، ويجوز في العدد اليسير، فإن قدرنا ذلك معجزة له جاز.
  ومنها: أن طريق الدين ميسر لكل مكلف، خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.