قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية 1 وجوه يومئذ خاشعة 2 عاملة ناصبة 3 تصلى نارا حامية 4 تسقى من عين آنية 5 ليس لهم طعام إلا من ضريع 6 لا يسمن ولا يغني من جوع 7 وجوه يومئذ ناعمة 8 لسعيها راضية 9 في جنة عالية 10 لا تسمع فيها لاغية 11}
  قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «لا تُسْمَعُ» بالتاء مضمومة، «لَاغِيَةٌ» بالرفع على أنه اسم ما لم يسم فاعله، وقرأ نافع: «لَا تَسْمَعُ» بالتاء مفتوحة على الخطاب، «لَاغِيَةً» بالنصب على المفعول.
  · اللغة: (هل) حرف استفهام، ثم يذكر، ويراد به الإنكار، ويذكر للتقرير لتعظيم الشيء، تقول: هل تعرف ما فعلت؟! وهل تعرفني؟. قال الشاعر:
  أَتَعْرِفُ رَسْمَ الدَّاوِ مِنْ أُمِّ مَعْبَدِ
  وهو يعرفه، ولكن استفهم تفخيمًا.
  والغاشية: ما أحاط بالشيء من جميع جهاته، وأصله: الستر، ومنه: الغاشية، غَشِيَتْ تغشى غِشْيَانا فهي غاشية، وأغشاها غيره إغشاءً: إذا جعلها تغشى.
  والخشوع: الذل والخضوع والكآبة.
  والناصبة والنصبة: التَّعِبَةُ، وهي التي بدأ ضعفها للانتصاب في العمل، نَصِبَ يَنْصَبُ نصبًا: إذا تعب في العمل.
  والصلاء: اللزوم، ومنه: الاصطلاء من يلزم النار للأبد، وقيل: الصلاء: الوقود.
  والحامية: الحارة.
  والآنية: البالغة شدة الحر ونهايته، وأصله البلوغ، أَنَى يَأْنِي أَنًى: إذا بلغ الطعام