التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية 1 وجوه يومئذ خاشعة 2 عاملة ناصبة 3 تصلى نارا حامية 4 تسقى من عين آنية 5 ليس لهم طعام إلا من ضريع 6 لا يسمن ولا يغني من جوع 7 وجوه يومئذ ناعمة 8 لسعيها راضية 9 في جنة عالية 10 لا تسمع فيها لاغية 11}

صفحة 7384 - الجزء 10

  قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «لا تُسْمَعُ» بالتاء مضمومة، «لَاغِيَةٌ» بالرفع على أنه اسم ما لم يسم فاعله، وقرأ نافع: «لَا تَسْمَعُ» بالتاء مفتوحة على الخطاب، «لَاغِيَةً» بالنصب على المفعول.

  · اللغة: (هل) حرف استفهام، ثم يذكر، ويراد به الإنكار، ويذكر للتقرير لتعظيم الشيء، تقول: هل تعرف ما فعلت؟! وهل تعرفني؟. قال الشاعر:

  أَتَعْرِفُ رَسْمَ الدَّاوِ مِنْ أُمِّ مَعْبَدِ

  وهو يعرفه، ولكن استفهم تفخيمًا.

  والغاشية: ما أحاط بالشيء من جميع جهاته، وأصله: الستر، ومنه: الغاشية، غَشِيَتْ تغشى غِشْيَانا فهي غاشية، وأغشاها غيره إغشاءً: إذا جعلها تغشى.

  والخشوع: الذل والخضوع والكآبة.

  والناصبة والنصبة: التَّعِبَةُ، وهي التي بدأ ضعفها للانتصاب في العمل، نَصِبَ يَنْصَبُ نصبًا: إذا تعب في العمل.

  والصلاء: اللزوم، ومنه: الاصطلاء من يلزم النار للأبد، وقيل: الصلاء: الوقود.

  والحامية: الحارة.

  والآنية: البالغة شدة الحر ونهايته، وأصله البلوغ، أَنَى يَأْنِي أَنًى: إذا بلغ الطعام