التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية 1 وجوه يومئذ خاشعة 2 عاملة ناصبة 3 تصلى نارا حامية 4 تسقى من عين آنية 5 ليس لهم طعام إلا من ضريع 6 لا يسمن ولا يغني من جوع 7 وجوه يومئذ ناعمة 8 لسعيها راضية 9 في جنة عالية 10 لا تسمع فيها لاغية 11}

صفحة 7385 - الجزء 10

  حال النضج، ومنه: {غَيرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}⁣[الأحزاب: ٥٣] يقال: ما آن لك أن تفعل كذا، أي: ما حان.

  والضريع: نبت تأكله الإبل يضر، ولا ينفع، وإنما يشتبه عليها أمره فتظنه كغيره من النبت، وأصله من المضارعة للمشابهة.

  اللغو واللاغية واللواغي: كلام لا فائدة فيه، لَغِيَ يَلْغَى لَغًا، ويَلْغُو لَغْوًا، وألغاه إلغاءً، قال الشاعر:

  عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّمِ

  · الإعراب: «وُجُوهٌ» ابتداء، وخبره: «خَاشِعَةٌ». «عَامِلَةٌ» نعْتٌ له.

  · النزول: قيل: لما نزل قوله: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} قالت كفار قريش: إن إبلنا تسمن من الضريع، فنزل: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}.

  · المعنى: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ» قيل: هل بلغك خبر القيامة، فذكر على طريق الاستفهام تفخيمًا لشأنها، وقيل: (هل) بمعنى (قد)، والغاشية: القيامة تغشى الناس بالأهوال، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وأبي علي. وقيل: ما يرد عليهم بعينه، عن أبي مسلم. وقيل: الغاشية النار تغشى وجوه الكفار بالعذاب، كقوله: {وَتَغْشَى