التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فيها عين جارية 12 فيها سرر مرفوعة 13 وأكواب موضوعة 14 ونمارق مصفوفة 15 وزرابي مبثوثة 16 أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت 17 وإلى السماء كيف رفعت 18 وإلى الجبال كيف نصبت 19 وإلى الأرض كيف سطحت 20 فذكر إنما أنت مذكر 21 لست عليهم بمصيطر 22 إلا من تولى وكفر 23 فيعذبه الله العذاب الأكبر 24 إن إلينا إيابهم 25 ثم إن علينا حسابهم 26}

صفحة 7389 - الجزء 10

  قراءة العامة: «إِيَابَهُمْ» مخففة، وعن أبي جعفر مشددة الياء، قال أبو حاتم: ولا يجوز ذلك كما لا يجوز الصِّيَّام والقِيَّام بتشديد الياء.

  قراءة العامة: «بِمُسَيْطِرٍ» بكسر الطاء، وعن بعضهم بفتحها وهي لغة تميم، قرأ أبو عمرو والكسائي: «بِمُسَيْطِرٍ» بالسين على اختلاف عنهما فيه، وقرأ حمزة بإشمام الزاي، الباقون بالصاد، وكل ذلك لغات.

  · اللغة: الجاري: ما يجري من المائع بسرعة، وأصله: جَرْيُ الماء، ثم يوصف به جري الفرس والسفينة، والجارية؛ لأنها يجري فيها ماء الشباب، وفي العين الجارية من الحسن والمَيْعَةِ ما ليس في الواقفة؛ فلذلك وصف بها عيون أهل الجنة.

  والسرر: جمع سرير، وهو مجلس السرور والرفعة.

  والأكواب: جمع كوب، وهي الأباريق ليس لها خراطيم، وقيل: الأكواب كالأباريق لا عرى لها ولا خراطيم، وهي آنية فاخرة، حسنة الصورة، تتخذ للشراب.

  والنَّمارق: واحدها: نُمْرُقَةٌ، وفيه لغتان بضم النون والراء، وكسرهما.

  والمبثوثة: المتفرقة، ومنه: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}⁣[البقرة: ١٦٤] والبث: الهم؛ لأنه يفرق القلب.

  المسيطر: المتسلط على غيره بالقهر له، وسيطر: تسلط، وبناؤه «مُفْتَعِلٌ» من السطر، وهو الكتاب، والتسطير الكتابة، ولما كان الموكل على غيره، والمحاسب له يحفظ أمره بالكتابة قيل لكل حافظ مسلط على غيره مسيطر.

  والإياب: الرجوع، آب أَوْبًا وإيابًا، وتأوب تأوبًا، وأوَّبَ يُؤُوِّبُ تأويبًا.