التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فيها عين جارية 12 فيها سرر مرفوعة 13 وأكواب موضوعة 14 ونمارق مصفوفة 15 وزرابي مبثوثة 16 أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت 17 وإلى السماء كيف رفعت 18 وإلى الجبال كيف نصبت 19 وإلى الأرض كيف سطحت 20 فذكر إنما أنت مذكر 21 لست عليهم بمصيطر 22 إلا من تولى وكفر 23 فيعذبه الله العذاب الأكبر 24 إن إلينا إيابهم 25 ثم إن علينا حسابهم 26}

صفحة 7393 - الجزء 10

  والأسر، وقيل: الأكبر الإياس من الروح والفرج ومن كل خير «إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ» أي: إلى حكمنا وما وعدناهم رجوعهم، لا يفوتون، «ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا حِسَابَهُمْ» فنجازيهم بما عملوا، فلا يهمنك أمرهم، ففي قريب ترى فيهم ما تقر عَيْنًا به.

  ومتى قيل: ما حساب الكفار؟

  قلنا: الانتصاف منهم، وإخراج ما عليهم، وإبقاء ما لهم من الأعواض والحساب، وما يظهر من الإحباط، واستحقاق العذاب؛ ليعلم كل أحد أن العقاب مستحق.

  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:

  منها: وصف مجالس أهل الجنة، وأنها مزينة، ونهاية في الطيب والحسن.

  ومنها: وجوب التفكر في الأدلة من نفسه، وما شاهده من السماء والأرض والجبال والحيوانات، فكل واحد يدل على صانع حكيم وصفاته وعدله، فيعلم جميع صفاته إما بتفسير تلك الأدلة. وإما بواسطة.

  ومنها: وجوب التذكر والدعاء إلى الله تعالى عليه ÷، وعلى أمته.

  ومنها: أن عليه الدعاء دون الإكراه.

  ومنها: وجوب الجزاء والحساب؛ لأن لفظة (على) تقتضي الوجوب.

  ومنها: أن أفعال العباد حادثة من جهتهم ليصح المحاسبة والمجازاة.

  ومنها: أن الجزاء يقع بحسب الأعمال؛ لذلك يحاسب.