قوله تعالى: {والتين والزيتون 1 وطور سينين 2 وهذا البلد الأمين 3 لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم 4 ثم رددناه أسفل سافلين 5 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6 فما يكذبك بعد بالدين 7 أليس الله بأحكم الحاكمين 8}
  وقراءة العامة: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ}، وعن ابن مسعود: (أسفل السافلين) بالألف واللام.
  · اللغة: الطور: الجبل. والتقويم: تصيير الشيء على ما ينبغي أن يكون من التأليف والاستقامة، قَوَّمَهُ تقويمًا، واستقام استقامة، وتقومًا.
  وأسفل: أفعل من السُّفُلِّ: وهو خلاف العُلُوِّ.
  والمن: أصله القطع، ومنه: المنون والمنية؛ لأنه يقطع الحياة.
  والدِّين: الجزاء، والدِّين: الحساب، والدِّين: ما يدان به، والدِّين: العادة.
  · المعنى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ» قسم من الله تعالى، قيل: بهذه الأشياء، وقيل: بربهما، وخصهما بالذكر لما فيهما من النفع والقدرة في خلقته، بخلاف سائر الأشجار، فالتين يخرج من خشب، والزيتون يخرج منه الدهن، واختلفوا في معناهما، فالتين الذي يؤكل، والزيتون الذي يعصر، عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، وعكرمة، وإبراهيم، وجابر بن زيد، ومقاتل، والكلبي، وأبي علي، وأبي مسلم. وهو الصحيح؛ لأنه الظاهر، فلا يترك ذلك من غير دليل، وقيل: التين مسجد نوح، والزيتون بيت المقدس، عن ابن عباس. وقيل: هما مسجدان بالشام، عن الضحاك. وقيل: التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد إيليا، عن محمد بن كعب، وعلى هذا تقديره: منابت التين والزيتون، وذكر الأصم أنه تعالى ذكر التين والزيتون وطور سينين؛ لأنه تعالى يُنْبِتُهُمَا في ذلك الجبل، هذا دسم وهذا حلو، دالاً بذلك على قدرته، وقيل: هما جبلان، عن عكرمة. وقيل: التين الكوفة، والزيتون الشام، وقيل: أقسم بمنابت الأنبياء، وقيل: التين المسجد الحرام، والزيتون المسجد الأقصى، عن الضحاك.