التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والتين والزيتون 1 وطور سينين 2 وهذا البلد الأمين 3 لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم 4 ثم رددناه أسفل سافلين 5 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6 فما يكذبك بعد بالدين 7 أليس الله بأحكم الحاكمين 8}

صفحة 7473 - الجزء 10

  ومنها: أنه خلق الإنسان على أحسن صورة وأكملها، وكان ذلك من عظيم نعمه الموجبة للشكر.

  ومنها: أن مع حسن صورته قد فعل بنفسه ما أورده أسفل السافلين إلا المؤمنين فإن لهم الجنة.

  ومنها: أنه لا عذر للمكذب؛ إذ بَيَّنَ الله تعالى وهدى، وأزاح العلة، فلا وجه يوجب الارتياب.

  ومنها: أن التكذيب ليس بخلق له؛ إذ من العجب أن يخلق التكذيب ثم يقول: «فما يكذبك».

  وكذلك يدل قوله: {بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}؛ لأن خلق الكفر والظلم والسفه، وعبادة الأصنام، وسب الرحمن، وقتل الأنبياء ينافي الحكمة.