قوله تعالى: {أرأيت الذي ينهى 9 عبدا إذا صلى 10 أرأيت إن كان على الهدى 11 أو أمر بالتقوى 12 أرأيت إن كذب وتولى 13 ألم يعلم بأن الله يرى 14 كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية 15 ناصية كاذبة خاطئة 16 فليدع ناديه 17 سندع الزبانية 18 كلا لا تطعه واسجد واقترب 19}
  وإنما يصام وينام فيهما فيضاف إليهما للمجاورة «فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ» أي: أتباعه وأهل مجلسه، وكانوا يستغيثون بهم في الحوادث، أي: فليدع أولئك ليروا ما نزل بهم جميعًا، لا يجدون ناصرًا، ولا يهتدون حيلة «سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ» هم الملائكة، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والضحاك. سمُّوا بذلك لأنهم لقوتهم يدفعون أهل النار فيها بشدة «كَلَّا» ردع وزجر، أي: ليس الأمر كما ظنوا، فلا تطعهم في النهي عن الصلاة، وقيل: حَقًّا إنه مبطل فلا تطعه، وقيل: معناه: إياك أن تطيعه «وَاسْجُدْ» للّه، قيل: صلِّ «وَاقْتَرِبْ» قيل: تقرب إلى الله بالمواظبة على طاعته فإن أبا جهل وغيره لا يقدرون على مضرتك، فالله يعصمك، وقيل: اسجد أنت يا محمد، واقترب يا أبا جهل، فالأول أمر، والثاني تهديد، يعني إن قَرَّبْتُ لأعذبنك، والصحيح أن المراد بما في هذه السورة النبي ÷.
  · الأحكام: يدل قوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} على قبح النهي عن الصلاة، وعن كل طاعة وهدى، فيتضمن الدلالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  ويدل قوله: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} أنه يرى الأشياء، وحقيقته جائز، فلا معنى للعدول عن الظاهر، خلاف ما تقوله البغدادية أن معناه يعلم.
  ويدل قوله: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ} على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
  وتدل على تهديد لهذا الكافر.
  ويدل قوله: {كَذَّبَ وَتَوَلَّى} أن التكذيب فعلُه، ليس بخلق الله تعالى.