قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر 1 وما أدراك ما ليلة القدر 2 ليلة القدر خير من ألف شهر 3 تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر 4 سلام هي حتى مطلع الفجر 5}
  يعني العبادة فيها خير من العبادة في غيرها، وقيل: في هذه الليلة يستحق على عبادة ربه من الثواب كما يستحق في عبادة ألف شهر، قيل: لأن الله تعالى يقدر لعباده من الخير والرزق فيها ما لا يقدره في ألف شهر، فكانت هي للعبادة خيرا من ألف شهر؛ لما فيها من الخير الجزيل، والنفع الكبير، عن أبي علي.
  واختلفوا في التقدير بهذا التقدير، فقيل: إن النبي ÷ رأى أعمار الأمم طويلة وأعمار أمته قصيرة، وأعمالهم لا تبلغ أعمال أولئك، فأعطاه الله ليلة القدر، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر، عن مالك.
  وقيل: ذكر رسول الله ÷ يومًا أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين سنة، لم يعص واحد منهم طرفة عين: أيوب، وحِزْقِيلَ، وزكريا، ويوشع، فتعجبوا من ذلك، فنزل جبريل، فقال: «أتعجبون من ذلك، ما. أنزل الله عليك أعجب، ثم قرأ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}» فسُرُّوا بذلك.
  وقيل: ذكر النبي ÷ رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجبوا منه، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ} يعني من يعبد من أمتك في هذه الليلة، فهو خير من فعل ذلك الرجل، عن ابن أبي نجيح. وقيل: ذلك الرجل «شمشون».
  وقيل: كان لا يقال فيما مضى للرجل عابد حتى يعبد الله ألف شهر، فجعل لهذه الأمة ليلة يتعبد فيها خيرًا منها.
  وقيل: كان ملك سليمان خمسمائة شهر، وملك ذي القرنين خمسمائة شهر، فمن أحيا ليلة القدر فهو خير له من ملك سليمان وذي القرنين، عن أبي بكر الوراق.
  وقيل: ليلة القدر خير من ألف شهر ملك بني أمية، وكان ملكهم ألف شهر، عن الحسن بن علي @.