قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر 1 وما أدراك ما ليلة القدر 2 ليلة القدر خير من ألف شهر 3 تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر 4 سلام هي حتى مطلع الفجر 5}
  أبي رزين. وقيل: ليلة سبعة عشر، وهي التي صبيحتها كانت وقعت بدر، عن الحسن. وقيل: بل هي في عشر الأواخر من شهر رمضان، وعليه الأكثر، والمروي عن النبي ÷: «التمسوها في العشر الأواخر».
  ثم اختلف هَؤُلَاءِ أي ليلة منها؟ قيل: ليلة الحادي والعشرين، عن أبي سعيد الخدري. وقيل: ليلة الثالث والعشرين، عن عمر، وابن عباس. وقيل: ليلة أربع وعشرين، عن زيد بن ثابت، ورواه بلال عن النبي ÷. وقيل: ليلة الخامس والعشرين، وروى أنس عن النبي ÷ أنه قال: «التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة»، وقيل: هي ليلة السابع والعشرين، عن أبي علي، وأبي بن كعب، وابن عباس، وعائشة. وعن ابن عمر عن النبي ÷: «من كان متحريًا فليتحرها في ليلة سبع وعشرين» يعني ليلة القدر، وروى أبي عن النبي ÷ أنه قال: «ليلة القدر ليلة سبع وعشرين».
  وقيل: هي ليلة التاسع والعشرين، وقيل: أخفى ذلك في العشر الأواخر ولم يطلع عليها أحد بعينها ليتعبد الناس في جميعها ليستدركوا فضلها.
  وقيل: يجوز أن تكون في كل سنة في ليلة أخرى، فتكون في سنة ليلة ثلاث وعشرين، وفي سنة ليلة أربع وعشرين، وفي سنة ليلة خمس وعشرين، وفي سنة ليلة سبع وعشرين، فأخفى عنهم لأنه ليس في كل سنة ليلة بعينها، ذكر الوجهين أبو علي |.
  وقيل: أخفاها لنوع من المصلحة، كما أخفى الصلاة الوسطى بين الصلوات، واسمهٍ الأعظم في الأسماء، وساعة الإجابة في ساعة الجمعة، وقيام الساعة مِنَّةً ورحمة.
  وقيل: ليالي الشهر كلها ليلة القدر؛ لأن الشهر كله ذو قدر وشرف.
  «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» قيل: هي خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر،