التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة 1 رسول من الله يتلو صحفا مطهرة 2 فيها كتب قيمة 3 وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة 4 وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة 5 إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية 6 إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية 7 جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه 8}

صفحة 7502 - الجزء 10

  ومنها: أن الذم والعقوبة لا تتوجه إلا بعد البيان.

  ومنها: أن القرآن حجة عليهم.

  ومنها: أنهم تفرقوا بعد بيان الحجة، فيبطل قول من يقول: إنهم تفرقوا في أصلاب الآباء، عن أبي علي.

  ومنها: أن العبد يجب أن يؤدي العبادة على وجه الإخلاص، وأنهم أمروا بذلك.

  ومنها: أن الصلاة والزكاة من الدِّين.

  ومنها: أن الدِّين فعل العبد؛ لذلك جعل إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة دينًا.

  ومنها: أن المؤمن خير البرية والكافر شر البرية، ولا يقال: إن الآية تدل على أن المؤمن أفضل من الملائكة؛ لأن البرية إذا أطلقت فُهِمَ منها بنو آدم، ولأن الذي تقدم الكلام في الإنس، فكفارهم شرهم، وصلحاؤهم خيرهم.

  ومنها: أن الثواب يستحق على الأعمال؛ لذلك قال: «جزاؤهم».

  ومنها: أن الجنة والنار دائمان، خلاف قول جهم.

  ومنها: أن المؤمنين ¤، والرضا بالفعل هل يكون رِضًا عن الفعل، والرضا عن الفاعل هل يكون رِضًا بالفعل، فمنهم من قال بذلك، ومنهم من أبى، وهو الصحيح؛ لأن المؤمن قد يأتي بالصغيرة والفاسق قد يأتي بالطاعة.

  ومنها: أن الفضل يحصل بالعمل.

  ومنها: أن للخوف فضلا في الدين.

  ومنها: أن الكفر والإيمان فعل العبد.