التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها 1 وأخرجت الأرض أثقالها 2 وقال الإنسان ما لها 3 يومئذ تحدث أخبارها 4 بأن ربك أوحى لها 5 يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم 6 فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 7 ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 8}

صفحة 7505 - الجزء 10

  · اللغة: الزلزلة: شدة الاضطراب، زلزل يزلزل زلزلة وزلزالاً بالكسر، من: «زَلَّ يَزِلُّ زلاً» للتكبير والتعظيم، كصرصر وصر.

  والثِّقْل: الحمل، وجمعه: أثقال، وأصله من الثقل، ومنه سمي متاع البيت ثِقْلاً.

  والصدر: ضد الورود، وهو الانصراف عنها.

  أشتاتًا: متفرقين، واحدها: شَتٌّ، ومنه: الحمد لله الذي جمعنا من شت، ومنه: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}⁣[الليل: ٤].

  والمثقال: «مفعال» من الثقل، وهي قدر معلوم.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ} في رجلين، وذلك أنه لما نزل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}⁣[الإنسان: ٨] كان أحدهما يأتيه السائل، فيستثقل أن يعطيه التمرة والكسرة، ويقول: ما هذا بشيء، إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه؟ وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير والنظرة وأشباهها ويقول: إنما وعد الله النار على الكفار، فنزلت الآية، عن مقاتل.

  · المعنى: «إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ» حركت حركة شديدة واضطربت، وقيل: زلزلت ورجت ورجفت سواء، عن الحسن. «زِلْزَالَهَا» أي: حركتها، وهي مصدر ذكر للتأكيد، وكانوا يسألون كثيرًا عن القيامة، فيذكر الله تعالى أشراطها وأعلامها، ولا يعرفهم بعينها لوجهين:

  أحدهما: ليكونوا خائفين متوقفين في كل حال، فيكون لطفًا.