قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها 1 وأخرجت الأرض أثقالها 2 وقال الإنسان ما لها 3 يومئذ تحدث أخبارها 4 بأن ربك أوحى لها 5 يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم 6 فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 7 ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 8}
  والثاني: كونها بغتة تزيد في سرور المؤمنين، وغم الكافرين.
  وقيل: زلزالها إنما يكون عند تفطرها، عن أبي علي.
  «وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالهَا» قيل: الموتى المدفونون فيها تخرج أحياء للجزاء، عن ابن عباس، ومجاهد، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: كنوزها ومعادنها، فتلقيها على ظهرها ليراها أهل الموقف، والفائدة فيه وجوه:
  منها: أن العاصي والظالم متحسر بالنظر إليها؛ إذ عصى الله فيها، ثم تركها لا تغني عنه شيئًا.
  ومنها: أنه يكوى بها جباههم وظهورهم.
  ومنها: أنه يعيرهم الله بها فيقول: بهذا عصيتموني ولي ميراثها.
  «وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا. يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا» قيل: فيه تقديم وتأخير، أي: تحدث أخبارها فيقول الإنسان: ما لها، وقيل: تقديره: يقول الإنسان ما لها حين يخبر عن حالها، وقوله: «مَا لَهَا» أي: ما للأرض تتزلزل متعجبًا، أي: ما لها حدث فيها ما لم يعرف منها، عن أبي مسلم. وقيل: ما لها تشهد عليَّ، والهاء كناية عن الأرض، وقيل: الكافر أحمق الحياة أحمق الممات حتى يسأل الأرض ما لها، عن الأصم. «يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا» أي: أخبار الأرض وما كان عليها ومن عصى، وقيل: بما عمل الناس عليها إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، فتقول: المؤمن وحَّد، وصام، وصلى، وأطاع ربه، وتقول: الكافر أشرك، وعصى عليَّ، فتوبخه في ذلك المشهد، وتشهد كما تشهد الملائكة والجوارح، فتزداد فضيحة العاصي، وسرور المؤمن، وقيل: «لتخبر بكل عمل عمل على ظهرها»، رواه أبو هريرة مرفوعًا.
  ومتى قيل: فما الفائدة في ذلك؟