قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها 1 وأخرجت الأرض أثقالها 2 وقال الإنسان ما لها 3 يومئذ تحدث أخبارها 4 بأن ربك أوحى لها 5 يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم 6 فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 7 ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 8}
  ومتى قيل: كيف يصح مع كرمه أن يحاسب على الذرة؟
  قلنا: هذا هو العدل والكرم، وإنما جاز ذلك؛ لأن في المعصية استخفافًا، والكريم لا يحتمله، والطاعة وإن قَلَّتْ فلا تضيع عنده.
  · الأحكام: ما في السورة كلها ترغيب وترهيب، ولطف للعباد، ويقتضي تصور ذلك اليوم وما أُعِدَّ من الجزاء.
  وتدل على أن الزلزلة تكون، وأما أبو علي فيقول: يكون ذلك عند موت الناس وفناء الأرض، وهو قول جماعة. وغيرهم يقولون: إنه يكون عند قيام الساعة، وذلك أليق بالظاهر.
  ويدل قوله: {وَأَخْرَجَتِ} أن أحدًا لا يبقى في الأرض.
  وتدل أن الأرض تشهد [على] ما عملت الخلائق.
  ويدل قوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ [مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ]} إلى آخر السورة على الموازنة على ما بَيَّنَّا.
  وتدل على أن الثواب والعقاب جزاء على الأعمال.