قوله تعالى: {والعاديات ضبحا 1 فالموريات قدحا 2 فالمغيرات صبحا 3 فأثرن به نقعا 4 فوسطن به جمعا 5 إن الإنسان لربه لكنود 6 وإنه على ذلك لشهيد 7 وإنه لحب الخير لشديد 8 أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور 9 وحصل ما في الصدور 10 إن ربهم بهم يومئذ لخبير 11}
  وقراءة العامة: {فَوَسَطْنَ} بالتخفيف، وعن قتادة بالتشديد، وقيل: وسط وتوسط بمعنًى.
  قراءة العامة: «حُصِّلَ» بالتشديد، وضم الحاء وكسر الصاد من التحصيل على ما لم يسم فاعله، وقرأ عبيد بن عمر وسعيد بن جبير: «حَصَلَ» بفتح الحاء، وتخفيف الصاد أي: ظهر، ولا يجوز القراءة بشيء من ذلك؛ إنما القراءة بما ظهر نقله، وتواتر.
  · اللغة: العاديات: جمع عادية.
  والضبح: قبل: حمحمة الخيل تَضْبَحُ ضَبْحًا عند العدو، وقيل: شدة النفس عند العدو، وأصل الضبح: الصوت، ضَبَحَتِ الخيل تَضْبَحُ ضبحًا وضُباحًا، ومثله:
  ضَبَعَتْ، وهو أن تصيح، والضباحُ: صوتُ الثعلب، والضبح: العَدْوُ فوق التقريب، والضبح الضبع، وهو أن يمد ضبعيه حتى لا يجد مزيدًا، أضبعت الناقة تضبيعًا: إذا اشتدت في السير كأنها تمدُّ ضبعَيْها، وإنما يضبح الفرس والكلب، وأصل الضبح [من] قولهم: ضَبَحَتْهُ النار، إذا غيرتْ لونه، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من تعب أو فزع أو طمع.
  والْمُورِيَات: جمع مارية، وأصله: الظهور، والْمُورِيَات: المظهرة سنابكها النار.
  قدحا: أورى القادح النار يوري إيراءً: إذا قدح تسمى تلك النار نار الحُبَاحِب، وهو اسم رجل كان بخيلاً، وكانت ناره ضعيفة؛ لئلا يراها الأضياف، فضربوا المثل بناره، وشبهوا نار الحوافر بها لقلتها.
  والنقع: الغبار؛ لأنه يغوص فيه صاحبه كما يغوص في الماء، نَقَعَ يَنْقَعُ نقعًا فهو ناقع، واستنقع استنقاعًا.