قوله تعالى: {والعاديات ضبحا 1 فالموريات قدحا 2 فالمغيرات صبحا 3 فأثرن به نقعا 4 فوسطن به جمعا 5 إن الإنسان لربه لكنود 6 وإنه على ذلك لشهيد 7 وإنه لحب الخير لشديد 8 أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور 9 وحصل ما في الصدور 10 إن ربهم بهم يومئذ لخبير 11}
  والكنود: [الكفور الجحود لنعم الله]، كَنَدَ يَكْنُدُ كنودًا، وكند نعمه: كفرها، وأرض كنود: لا تنبت شيئًا، وسميت كندة؛ لأنه فارق أباه وكندَه ولحق بأخواله ورأسهم فقال له أبوه كنَدْت، وأصله: منع الحق والخير، قال الأعشى:
  أَحْدِثْ لَها تُحْدِثْ لِوَصْلِكَ إِنَّها ... كُنْدٌ لِوَصْلِ الزَّائِرِ المُعْتَادِ
  بعثرت التراب وبحثرت بمعنًى، وكل شيء يستخرج من التراب فهو مبعثر ومبحثر، يعني أخرج.
  · الإعراب: {ضَبْحًا} نصب على المصدر كأنه قيل: تضبح ضبحًا، وكذلك {قَدْحًا} إلا أن الاسم ورد من غير لفظ المصدر، تقديره: القادحات قدحًا، وقيل: نصب على القطع؛ لأن العاديات معرفة، فينبغي أن يكون نعته معرفة فيكون الضبح، فلما سقطت الألف واللام نُصِبَ على القطع، ومثله: {بَعْلِي شَيخًا}[هود: ٧٢] وكسرت (إنَّ) لأجل اللام في الخبر.
  · النزول: قيل: بعث رسول الله، ÷ بسرية إلى حيين من كنانة، واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري أحد النقباء، فتأخر خبرهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعًا، فأخبر الله تعالى عنهم، ونزلت السورة، عن مقاتل.
  وقيل: نزلت في وقعة بدر، وكلام أمير المؤمنين وابن عباس يدل على أنها