التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألهاكم التكاثر 1 حتى زرتم المقابر 2 كلا سوف تعلمون 3 ثم كلا سوف تعلمون 4 كلا لو تعلمون علم اليقين 5 لترون الجحيم 6 ثم لترونها عين اليقين 7 ثم لتسألن يومئذ عن النعيم 8}

صفحة 7528 - الجزء 10

  وعن النبي ÷ أنه قرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ثم قال: «يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت».

  · الأحكام: السورة تتضمن أحكامًا:

  منها: ذم المباهاة والمفاخرة بالمال وأسباب الدنيا، والإعجاب بها، والحرص على تحصيلها، والاشتغال بها عن عبادة الله والعمل للآخرة، وكل ذلك مذموم.

  ومتى قيل: أليس هذه الأموال كلها خلقها الله لمنافع عباده؟

  قلنا: بلى، ومن أوتي مالاً من حله أو اكتسبه من جهته، ووضعه في حقه، ولم يمنعه ذلك عن عبادة ربه، فهو موضع الشكر، وليس بمذموم، وإنما المذموم أن يكتسبه من غير وجهه، أو وضعه في غير حقه، أو أنفقه في معصيته، أو قصر همته عليه، أو شغله عن عبادة ربه، فهو مذموم.

  ومنها: أن العبد يضطر إلى معرفة ما عمل وجزائه، وذلك لطف للمكلف.

  ومنها: أن كل أحد يُسْأَلُ عن عمله، وفيه أيضًا لطف.

  وروي عن النبي ÷: «لا تزول قدما العبد حتى يسأل عن أربع: عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن عمله ماذا عمل به»، فإذا تصور العبد ذلك صرفه عن المعاصي.