قوله تعالى: {ألهاكم التكاثر 1 حتى زرتم المقابر 2 كلا سوف تعلمون 3 ثم كلا سوف تعلمون 4 كلا لو تعلمون علم اليقين 5 لترون الجحيم 6 ثم لترونها عين اليقين 7 ثم لتسألن يومئذ عن النعيم 8}
  التي كنتم فيها في الدنيا، قيل: عن جميع أجناس النعم دينا ودنيا كيف صنعتم فيها، وهل شكرتم أم لا، وكل ذلك سؤال توبيخ، وقيل: الحواس السليمة، والأذواق الطيبة، والنفس الصحيحة، والماء البارد، وكل ذلك يدخل فيما ذكرنا أولاً، وقيل: عن كل لذة من لذات الدنيا، عن مجاهد. وقيل: القرآن وشرائع الإسلام كيف عملتم بها، وروي أن النبي ÷ سئل عن ذلك، فقال: «بيت يؤويك، وخرقة تواري عورتك، وكسرة تشد بها صلبك» وما سوى ذلك من النعيم، وروي أن النبي ÷ قرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} فقال: «تكاثر الأموال جمعها من غير حقها، ومنعها عن حقها، وشدها في الأوعية»، {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} حتى دخلتم قبوركم {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} إذا خرجتم من قبوركم إلى محشركم {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} عند تطاير الصحف، وشقي وسعيد {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ٦ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}، وذلك حين يُنْصَبُ الصراط بين جسري جهنم {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} عن خمس: شبع البطون، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكن، واعتدال الخلْقِ»، وقيل: الصحة والفراغ والمال، عن عكرمة. وقيل: الأمن والصحة، عن ابن مسعود، ومجاهد. وقيل: المأكل والمشرب وسائر الملاذ، عن سعيد بن جبير، وقيل: العافية، عن علي. وقيل: عما أنعم عليكم بمحمد ÷، عن محمد بن كعب. نظيره: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا}[النحل: ٨٣]، وقيل: عن الإسلام والسنن، عن أبي العالية. وليس هذا بخلاف، وإنما ذكر [النعيم]، كلّا واحدأ نعيما ظاهرًا، وجميع ذلك داخل فيما ذكرنا أنه يسأل عن نعم الدين والدنيا.
  واختلفوا أي سؤال هو؟
  فقيل: سوال توبيخ وتقريع.
  وقيل: يسأل ليظهر أعمالهم للخلق.
  وقيل: يقال لهم عند نزول العذاب بهم: أين ذهب ما تفاخرتم به، وما تكاثرتم به؟!