قوله تعالى: {والعصر 1 إن الإنسان لفي خسر 2 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر 3}
  نوائب الدهر، عن علي. والأول الوجه. «إِنَّ الإِنْسَان لَفِي خُسْرٍ» أي: في هلاك؛ لأنه لا خسران أعظم من استحقاق العذاب الدائم، وقيل: إنما قال [«لَفِي خُسْرٍ»]، وإن لم يكن في الحال فيه؛ لأن عاقبته الخسر، وهو واقع لا محالة، كقوله: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}[النساء: ١٠] وقيل: بل هو في خسر من إحباط أعماله، واستحقاقه النار، عن الحسن. وقيل: في خسر أي: في خسران، وقيل: في هلاك، عن الأخفش. «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا» بِاللَّهِ ورسوله «وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» فإنهم ليسوا في خسر «وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ» يعني أمروا غيرهم بالطاعة والحق، وهو جميع ما أمر الله تعالى به، وقيل: الحق القرآن، عن الحسن وقتادة. وقيل: الإيمان والتوحيد، عن مقاتل.
  وقيل: كل عمل صالح «وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ» وصَّى بعضهم بعضًا بالصبر على طاعة الله، عن الحسن، وقتادة.
  · الأحكام: تدل السورة على أشياء:
  منها: تأكيد الكلام بالقسم على عادة العرب.
  ومنها: القسم بالعصر لما فيه من القدرة والنعم.
  ومنها: أن كل من اتبع هواه، وآثر دنياه في خسر، وإنما الفلاح لمن آمن وعمل صالحًا، فيبطل قول المرجئة.
  ومنها: وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعاء إلى الحق، وهو التوحيد والعدل.
  ومنها: وجوب الصبر على الطاعة، وعن المعصية.
  ومنها: ما يتضمن من إعجاز القرآن؛ لأنها مع قلة آياتها وحروفها تدل على جميع ما يحتاج إليه في الدين علمًا وعملاً.
  ومنها: أن الإيمان والعمل والوصية فعل العبد، ليس بخلق الله تعالى.