التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين 1 فذلك الذي يدع اليتيم 2 ولا يحض على طعام المسكين 3 فويل للمصلين 4 الذين هم عن صلاتهم ساهون 5 الذين هم يراءون 6 ويمنعون الماعون 7}

صفحة 7556 - الجزء 10

  · القراءة: قراءة العامة: {يَدُعُّ} بضم الدال وتشديد العين من الدَّعِّ، وهو الدفع، وقرأ أبو رجاء العطاردي: «يَدَعُ» بفتح الدال، وتخفيف العين أي: يترك، من قولهم:

  ودعته أي: تركته، ومصدره: الوَدْعُ، وَدَّعَ يُوَدِّعُ توديعًا فهو مودَّع، والأمر دَعْ، ومنه: دع راعيَ اللبنِ، وزعم بعضهم أن العرب أهملوا مصدره وماضيه، وليس كذلك، فقد ورد في الحديث: «لينتهين الناس عن وَدْعِهِمْ الجُمُعات أو ليختمن على قلوبهم» أي: عن تركهم إياها، والنبي ÷ أفصح العرب، وينشد بعضهم:

  لَيْتَ شِعْرِي عَنْ خَلِيِلي مَا الَّذِي ... غَاَلهُ فِي الْحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ

  أي: تركه.

  · اللغة: الدِّين: الجزاء، والدِّين: الحساب، والدِّين: ما يدان به، والدِّين: الطاعة، والدِّين: العادة، وأصل الباب: الجزاء.

  والدَّعُّ: الدفع بشدة، دَعَعْتهُ دَعًّا، ودَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعًّا: إذا دَفَعْتَهُ دفعًا شديدًا، ومنه:

  الدَّعْدَعَةُ: تحريكك المكيالَ ليستوعب الشيء، كأنه يدفعه، ومنه: الدَّعدَعة، قولك للعاثر: دع دع، كما يقال: لَعًا، كأنه يقول: دفعًا عنك، والدعدعة: زجر المعز، كأنه يدفعه.

  والحض: التحريض على الشيء، يقال: حَضَضْتُهُ وحَرَّضْتَهَ وحَثَثْتُهُ بمعنًى، قال الخليل: الفرق بين الحث والحض أن الحث يكون في السير والسوق وكل شيء، والحض لا يكون في سير ولا سوق.