قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر 1 فصل لربك وانحر 2 إن شانئك هو الأبتر 3}
  · القراءة: قراءة العامة: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ} بالعين من العطاء، وعن الحسن وطلحة بن مصرف: (أنطيناك) بالنون، وروي ذلك مرفوعا، ومعناه: أعطيناه، ومنه الحديث أنه قال لرجل: «أَنْطِه» أي: أعطه، وروي في الدعاء: «لا مانع لما أنطيت، ولا منطي لما منعت»، فأبدل العين نونًا.
  وعن زيد بن ثابت أن النبي ÷ كان يملي كتابًا، فدخل رجل، فقال له: [«أَنْطِهِ» أي: أعطه]، قال ابن الأعرابي: قد شرف النَّبِيُّ ÷ هذه اللغة وهي حميرية.
  · اللغة: الإعطاء: إخراج الشيء إلى آخذٍ له، وأصله: التناول، يقال: عَطَا يَعْطُو: تناول، ومنه: أعطيته فعطا؛ أي أخذ.
  والكوثر: بناؤه «فوعل» من الكثرة كَنَوْفَل من النفل الذي هو الإعطاء، ومعناه:
  الكثير النوافل، والكوثر: الذي من شأنه الكثرة، والكوثر: الخير الكثير.
  والشانئ: المبغض، يقال: شَنِئْتُهُ أَشْنَؤُهُ شَنْأً وشنآنًا، وشَنَأْتُهُ: إذا أبغضته، ورجل مشنوء، ومنه: الشنآن، مصدر على «فَعَلاَن» كالنَّزَوَان والضَّرَبَان.
  والأبتر: المنقطع عن الخير، وأصله الذي انقطع، يقال: بترتُ الشيءَ قطعتُهُ قبل إتمامه، وسيفٌ باترٌ أي قاطع، ورجل أبتر: لا عقب له، كأنه قطع نسله، وكلُّ مَنِ انقطع من الخير أثره أبترُ، والأبتر من الدواب: المقطوع الذَّنَب، وفي حديث زياد أنه خطب الخطبة البتراء؛ لأنه لم يحمد الله ولم يُصَلِّ على رسوله ÷.