قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر 1 فصل لربك وانحر 2 إن شانئك هو الأبتر 3}
  · النزول: عن ابن عباس قال: نزلت هذه السورة في العاص بن وائل السهمي، رأى رسول الله، ÷ يخرج من المسجد، وهو يدخل، فتحدثا، فسأله ناس من قريش: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذلك الأبتر، يعني النبي ÷، فنزلت السورة.
  وقيل: نزلت في عقبة بن أبي معيط، وهو قال للنبي ÷: أبتر.
  وقيل: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش قالوا: نحن خَيرٌ أم محمدٌ؟ فقال: بل أنتم، ففيه، وفيهم نزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}[النساء: ٥٠] الآية إلى آخرها، ونزل في الَّذِينَ قالوا للنبي ÷ أبتر: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، رواه عكرمة عن ابن عباس، وهذا بعيد؛ لأن قصة كعب كانت بعد الهجرة، وبعد بدر، وهذه السورة مكية.
  وقيل: توفي لرسول الله ÷ ابنٌ يُسَمَّى عبد الله، فسمته قريش أبتر، وكانوا يسمون من لا ابن له أبتر صُنْبُورًا.
  وقيل: قالوا: هو أبتر، لا ولد له ذكر يقوم مقامه فيما يدعو إليه، فينقطع أمره، ففيهم نزلت الآية، فكذبهم، وجعل دينهم الأبتر، وأظهر دين الإسلام يزيد كل يوم علوًّا.
  وقيل: نزل قوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} يوم الحديبية حين حُصِرَ النبي ÷ وأصحابه وُصُدُّوا عن البيت، فأمره أن يصليَ وينحرَ وينصرفَ، عن سعيد بن جبير.
  وقيل: هذا بعيد؛ لأن الحديبية كانت بعد الهجرة بسنتين، وهذه السورة مكية.
  · النظم: يقال: كيف تتصل هذه السورة بعضها ببعض؟
  قلنا: تقديره: إنا أعطيناك الخير الكثير، فصل شكرًا، وانحر، واصبر، فإنا نهلك أعداءك.
  وقيل: إنا أعطيناك خيرًا كثيرًا منها الشرائع لِيُصَلُّوا وينحروا في الأعياد، ومنها هلاك الأعداء.