قوله تعالى: {قل ياأيها الكافرون 1 لا أعبد ما تعبدون 2 ولا أنتم عابدون ما أعبد 3 ولا أنا عابد ما عبدتم 4 ولا أنتم عابدون ما أعبد 5 لكم دينكم ولي دين 6}
  · النزول: قيل: نزلت السورة في رهط من قريش دعوا النبي ÷ إلى أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه سنة، وفيهم نزل: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ}[الزمر: ٦٤] عن ابن عباس.
  وقيل: قالوا: نشركك في أمرنا، فإن كان الذي في أيديتا خيرًا كنت قد أخذت بحظ منه، وإن كان الذي في يدك خيرًا كنا قد أخذنا بحظ منه.
  وقيل: الذي قال ذلك الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف، والحرث بن قيس السهمي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، فقال النبي ÷: «معاذ الله أن أشرك به شيئًا».
  وقيل: قالوا: نتبادل العبادة ليزول ما ينشأ من البغضاء والعداوة.
  وقيل: قالوا للعباس: إن استلم ابن أخيك بعض آلهتنا صدقناه وآمنا به، فأنزل الله تعالى هذه السورة، وأمره بإظهار العداوة معهم، فدخل المسجد، وقرأها عليهم فَأَيِسُوا، فحينئذ آذوه وآذوا أصحابه، وكان هذا قَبْلَ الأمرِ بقتالهم، وهكذا يكون المبطل في دينه في شك، والمحق على بصيرة ويقين.
  · المعنى: «قُلْ» يا محمد «يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ» الخطاب لقوم معهودين؛ لأن الألف واللام للعهد «لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ» من الأوثان في الحال «وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ» في الحال، يعني أعبد الله وأنتم لا تعبدونه «وَلاَ أَنَا عَابِدٌ» في المستقبل «مَا عَبَدتُّمْ» أنتم «وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ» في المستقبل، فأحدهما ينصرف إلى الحال، والثاني إلى الاستقبال، فلا يكون تكرارًا، وعلى هذا نزلت السورة فيمن علم أنه لا يؤمن، وهذا القول محكي عن ثعلب. وقيل: القرآن نزل بلغة العرب، وهم قد يكررون للتأكيد والإفهام، وذلك