قوله تعالى: {قل ياأيها الكافرون 1 لا أعبد ما تعبدون 2 ولا أنتم عابدون ما أعبد 3 ولا أنا عابد ما عبدتم 4 ولا أنتم عابدون ما أعبد 5 لكم دينكم ولي دين 6}
  مذهب لهم معلوم، كما عُلِمَ من مذهبهم الاختصار والحذف والإيجاز للتخفيف، وقد نطق القرآن بذلك في مواضع كثيرة، وورد من الأشعار ما لا يحصى، قال شاعرهم:
  هَلَّا سَأَلْتَ جُمُوعَ كِنـ ... ـدَةَ يَوْمَ وَلَّوْا أَيْنَ أَيْنَا
  وقال الآخر:
  يا عَلْقمَة يا عَلْقَمَة يَا عَلْقَمَهْ ... خَيْرُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وَأَكْرَمَهْ
  وأنشد ابن الأنباري: أنبأنا أبو بكر وفيها: وحدثني أصحابه أن مالكًا والحارث بن عبادة [لَهُ] أبيات أولها:
  قَرِّبَا مَرْبِطَ النَّعَامَةِ مِنِّي ... لَقَحَتْ حَرْبُ وائِلٍ عَنْ حِيَالِ
  ثم كرر:
  قَرِّبَا مَرْبِطَ النَّعَامَةِ مِنِّي
  في أبيات كثيرة.
  وقالت ليلى الأخيلية ترثي توبة بن الحمير:
  وَيعْمَ الفَتَى يَا تَوْبَ كُنْتَ لخائفٍ
  ثم كررت: ونعم الفتى يا توب ... في أبيات كثيرة.
  وقال مهلهل يرثي أخاه كليبًا: