قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا 3}
  · الأحكام: تدل السورة على معجزة؛ لأنه وعده بالنصر والفتح، ودخول الناس في الإسلام، فكان كما أخبر.
  وتدل أن كثرة المسلمين وظهور الإسلام نعمةٌ من الله يجب على النبي والمسلمين شكرها؛ وذلك لأن قوة دين الله وكثرة جمع المسلمين نعمة عظيمة، موجبة للشكر لله تعالى، حيث ظهر الحق بلطفه وهدايته، ومِنْ وَجْهٍ آخرَ أن قوة الإسلام لطف تدعو إلى الدخول فيه، فيوجب الشكر، ومِنْ وَجْهٍ آخرَ أن المسلمين إخوة، فوجب الشكر له بظهوره، وكذلك يجب الشكر للنبي ÷ حيث حصل بدعوته وحده واجتهاده، وكان ذلك لطفًا في إسلامهم، وكذلك يجب الشكر على عامة المسلمين بظهور الإسلام لأصحاب النبي ÷؛ لأنهم كانوا أنصار الدين، وكانوا لطفًا في إسلام الخلق، وجاهدوا واجتهدوا، في ظهور الحق خصوصًا مَنْ كَثُرَ جهاده بنفسه أو ماله كالخلفاء الأربعة.
  ويدل قوله: «فَسَبِّحْ» الآية، على أن النعم كالسبب في وجوب العبادة والشكر.
  فأما ما روي أنه نعي إليه نفسه، فذلك كرامة له ولأمته، أما له ليصلح أموره، ولأنه مخصوص به، وليعلموا إذا لم يبق هو فلا يبقى أحد.
  فأما سؤال مَنْ يسأل عن الفائدة في إماتته، فالله أعلم بالمصالح، وهو النبي لا بد منه غير مُسْتَغْنًى عنه، ومن أسلم لخوفه فذلك لا يعتد به؛ وإنما يجب أن يسلم لله تعالى ولوجوبه.