قوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب 1 ما أغنى عنه ماله وما كسب 2 سيصلى نارا ذات لهب 3 وامرأته حمالة الحطب 4 في جيدها حبل من مسد 5}
  [أولها]: الحال، والقطع؛ لأن أصله: وامرأته الحمالة الحطب، فلما حذفت الألف واللام نصب.
  وثانيها: على الذم، كقوله تعالى: {مَلْعُونِينَ}[الأحزاب: ٦١] تقديره: أعني حَمَّالَةَ أو أَذُمُّ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ.
  الباقون بالرفع، وهو اختيار أبي حاتم، وله وجهان:
  أحدهما: سيصلى نارًا هو وامرأتُهُ حمالةُ الحطب في النار.
  والثاني: رفع على الاستئناف، تقديره: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ في النار أيضًا.
  قراءة العامة: {وَتَبَّ}، وعن ابن مسعود: (وقد تَبَّ)، فالأول دعاء، والثاني خبر، كقولهم: غفر الله لك، وقد فعل، قال: لأني دعوت الله فيك، وقد فعل.
  وقراءة العامة: {سَيَصْلَى} بفتح الياء وتخفيف اللام، وعن أشهب العقيلي بضم الياء وتشديد اللام، وعن أبي رجاء بضم الياء.
  · اللغة: التَّبُّ: الخسران المؤدِّي إلى الهلاك، تَبَّ يَتِبُّ تَبًّا، والتَّبابُ: الهلاكُ.
  والجِيدُ: العنق، وجمعه: أجياد، قال الشاعر:
  فَعَيْنَاكِ عَيْنَاهَا وَجِيدُكِ جِيدُهَا
  والمسد: حبلٌ من ليف، وجمعه: أمساد، وأصل المسد: الفتل، ومنه: الليف؛ لأن من شأنه أن يفتل الحبل.
  وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ