قوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب 1 ما أغنى عنه ماله وما كسب 2 سيصلى نارا ذات لهب 3 وامرأته حمالة الحطب 4 في جيدها حبل من مسد 5}
  · الإعراب: {تَبَّتْ} سكنت التاء لأن تاء التأنيث في غير مواجهة مجزوم، ولو واجهت قلت: تَبَبْت، وأنث (تَبَّتْ): لإضافته إلى اليدين، وهي مؤنثة، {وَتَبَّ} ذَكَّرَ؛ لأنه مضاف إليه.
  {مَا أَغْنَى} موضع (ما) نصب، تقديره: أي شيء أغنى عنه ماله، فالمال فاعل و (مَا أَغْنَى) مفعول.
  · النزول: قيل: كان رسول الله ÷ يكتم أمره، ويصلي مع أصحابه في شعاب مكة ثلاث سنين، فنزل قوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤] فأتى رسول الله ÷ الصفا، وقيل: أتى قبيس، فصعد، ونادى: «وا صباحاه»، فاجتمع الناس، فقال: «يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني فلان، فذكر بطنًا بطنًا، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل يريد أن يغير عليكم أكنتم تصدقوني»؟ قالوا: نعم، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»، فقال أبو لهب: تَبًّا لك تَبًّا لك، ألهذا دعوتنا، وقيل: أراد أن يرمي رسول الله ÷ بحجر، فمنعه الله منه.
  وقيل: قال ÷: «إن الله أمرني بإنذاركم وأنتم الأقربون من قريش، وإني لا أملك لكم من الدنيا حظًّا، ولا من الآخرة نصيبًا إلا أن تقولوا: لا إله إلا الله»، فقال أبو لهب: ألهذا دعوتنا تبًّا لك، فأنزل الله تعالى هذه السورة.
  · المعنى: «تَبَّتْ» خسرت وهلكت، وفي هذا إخبار وذم له، وقيل فيه بمعنى الدعاء عليه، نحو: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}[التوبة: ٣٠]، «يَدَا أَبِي لَهَبٍ» أي: تَبَّ هو، فأخبر عن يديه،